حوار السادسة (1)
الأربعاء, 12 أغسطس 2020 07:31

 

مع الأستاذ محمدٌ ولد إشدو في إذاعة "موريتانيد"

altالأستاذ أحمد بابَ: كما عودناكم دائما في برنامج "حوار السادسة" نلتقي هذا المساء مع شخصية سياسية معروفة.. حقوقي ومحام شهير، هو الأستاذ محمدٌ ولد إشدو.

حوارنا معه هذا المساء سيتطرق لمختلف القضايا المطروحة في الساحة الوطنية. نرحب بالأستاذ محمدٌ ولد إشدو.

يا أستاذ مرحبا بكم وأهلا..

الأستاذ محمدٌ ولد إشدو: أهلا بكم وأهلا بالمستمعين.

 

نظرة إلى الساحة

أحمد بابَ: يا أستاذ نحن في بداية لقاءاتنا دائما نمنح الضيف وقتا لاستعراض رؤيته للساحة الوطنية والأحداث التي مرت بنا خلال هذه السنة، فكيف ترون الساحة الوطنية، سياسيا وحقوقيا ونقابيا؟

ذ. إشدو: شكرا جزيلا..

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين.

{إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}.

الساحة الوطنية بخير لله الحمد. إذا تركناها لتكون بخير فهي بخير.

أحمد بابَ: كيف ذلك؟

ذ. إشدو: لأننا قادمون من تجربة رائدة لا نظير لها تقريبا - أو تقل نظائرها- في الوطن العربي وفي إفريقيا والعالم الإسلامي؛ فهي قليلة في الأمتين، ولها أصدقاؤها وأعداؤها. أصدقاؤها هم الذين يحبون أن تسود الديمقراطية في العالم؛ وخاصة العالم الثالث، فلا تنمية دون الديمقراطية، ولا حرية دون الديمقراطية، ولا كرامة دون الديمقراطية، ولا اقتصاد دون الديمقراطية. وللديمقراطية جوهر هو التداول السلمي للسلطة، ونحن خرجنا من تجربة رائدة في هذا المجال، ولها - كما قلت- أصدقاء كثير جدا، أظنهم أغلبية الشعب الموريتاني، ولها أعداء منهم موريتانيون، ومنهم – مع الأسف- بعض إخواننا العرب والأفارقة؛ في السلطة، وفي بعض الأحزاب التي تناوئ الديمقراطية، ولا يريدون لنا النجاح فيها، والصورة التي نقلت إليهم عنا تسوؤهم؛ فهم يودون أن لا تسود الديمقراطية، لأن بعض الفئات الاجتماعية – ويا للأسف- تعيش على مآسي وويلات الأوطان والشعوب، وتحرص على أن يظل لديها "بزّول" (قادم أو خِلفٌ) من الدولة ترضعه؛ وهذا ما لن تناله إلا في أوقات الهرج والمرج، لأن السلطة تحتاج إليهم آنذاك. وأملنا في الله، ونرى أن الأوضاع حسنة، وموريتانيا ملأى بالرشداء، ونحن على طريق السداد، وسنسير فيها مهما كانت محاولات بعض الناس، ومهما كان إرجاف المرجفين، وما يحبه الغير لنا هو الشقاق والتدابر، عسى أن يستفيدوا من ذلك. يقال إن بعض النساء في الماضي تكون منهن ذات حلي ومن لا حلي لها؛ فكانت العاطلة تفتعل شجارا بين ذوات الحلي عسى أن يسقط بعض حليهن فتأخذه. وعلى كل نحن سائرون إلى الأمام بإذن الله.

 

الأزمة السياسية

أحمد بابَ: هل ترون سبب الأزمة السياسية الحالية اختلافا بين أصحاب الرأي – أو صناعه- في موريتانيا حول توجيه الدفة، أم خلافا بين شخصي الرئيس السابق والرئيس الحالي؟

ذ. إشدو: لا أعلم، ولكن أعتقد أن الخلاف بين شخصين أمر لا خطر فيه، وقد لا يكون موجودا، وقد يوفق الرشداء في تسويته. وإنما الخطير أن في موريتانيا هيئات أقصيت عبر صناديق الاقتراع ولم تنل إلا حظا ضئيلا من الأصوات..

أحمد بابَ: فئات أم هيئات حزبية؟

ذ. إشدو: فئات وهيئات. ولها عادة مقيتة – وقد كتبت عن ذلك- هي أنها إذا لم تفز عبر صناديق الاقتراع تحاول أن تجري اقتراعا آخر غير رسمي تسعى من خلاله إلى إحداث خلاف بين الموجودين في السلطة أو الاستيلاء على بعضهم، وتحقق بهذا مآربها. تجربتنا الديمقراطية مليئة بمثل هذا؛ وهو ما أخشى على وطننا منه، وهناك محرضون.

لا أدرى هل سبق أن اطلعت على رسالة تهكمية سبق أن كتبتها، فهمها بعض الناس حرفيا للأسف، ومنهم صحفيون نشروا أني تخليت عما كان لدي من أفكار! هذه الرسالة تحت عنوان "رسالة من النخبة إلى الرئيس المنتخب" وهي تهكمية، وتمثلت في فهم البعض لها بقول الشاعر:

عليّ نحت المعاني من معادنها ** وما علي إذا لم يفهم [البشر].

وقد قلت: "البشر" لا ما سواه.

من الناس من يتمنى الاختلاف، وإقالة ذوي المناصب الذين هم أساطين الدولة، عسى أن يكون هذا باب حظ له. والمشكلة أن بعض الناس – ويا للأسف، وكررت هذا كثيرا- بعض الناس لا ينظر إلا إلى ما يدخل جيبه أو ما تناله أسرته أو قبيلته أو جهته. أما الوطن والشعب فخارج حساباته! وهذا خطير جدا.. ولكنه حقيقة! "ومع ذلك فهي تدور" كما قال غاليليو.

 

العدو الأول

أحمد بابَ: فيم تتجسد مظاهر الأزمة في نظركم؟ هل ترون لعب البرلمان دوره في التحقيق يشكل أزمة أو يحوي نظرة انتقامية كما يشير بعض الناس إليه.. أين الأزمة؟

ذ. إشدو: حقيقة لم يصل الأمر إلى ما يمكن أن يسمى أزمة، وإن كان من الناس من يسعى لتأزيمه. الأزمة شيء آخر؛ إنها مرحلة من الاضطرابات يصبح الحاكمون فيها عاجزين عن الحكم، والمحكومون غير قابلين لأن يُحكموا، وهذا ما لم تصل إليه الأمور في بلادنا لله الحمد، ولن تصل إليه؛ ففينا رشداء ومسؤولون وطائفة رزينة إلا أرى لا أنها ستسيطر على الأمر.

أنا لا أعتبر إنشاء لجنة تحقيق نهاية العالم، ولا أراه أمرا سيئا.. فالفساد هو عدونا الأول، وقد قلت هذا منذ 12 سنة، وكان النادر من الناس من يقوله آنذاك، وأصدرت كتابا عنوانه "أزمة الحكم في موريتانيا" حددت فيه أركان الأزمة الثلاثة: الفساد، وتهميش شريحة كبيرة من المواطنين هي لحراطين، والانقلاب الدائم على المجتمع  

أحمد بابَ: أي أنك ترى التحقيق البرلماني أحد مظاهر الحياة الديمقراطية؟

ذ. إشدو: تماما.. تماما.. إذن فكون الفساد عدوا رئيسيا ليس جديدا في موريتانيا، وإنما العجب أن بعض الناس كان يغض الطرف عنه، وتصامم عنه ولم ينتبه له إلا الآن! هذا انتباه متأخر.

أحمد بابَ: أن يكون أفضل من أن لا يكون.

ذ. إشدو: فعلا.. لكن يجب أن يكون لأسباب موضوعية، وبصورة نزيهة. أنا مع التحقيق، ومع الترشيد، ومع محاربة الفساد.. لكن ينبغي أن لا تكون محاربة الفساد انتقائية، وأن يقوم بها نموذجيون في الاستقامة ومحاربة الفساد، لا قوم بعضهم متهم في فساد، والبعض ربما يكون حاله مع من هم متهمون كحال أبي موسى الأشعري مع عمرو بن العاص، جزء يخدع جزءا.. هذا يمكن أن يقع.

أنا إذن مع التحقيق، ومع محاربة الفساد، لكن لا يمكنك أن تحارب الفساد بمفسدين، ولا أن تحاربه بمحاربة من يحاربونه.

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع