ﺑﻌﺪ أن ﺃﻛﻤﻞ ‏ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻗﺮﺭﻏﺰﻭ ﺭﻭﺳﻴﺎ.. ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﻳﻤﺮ على ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﻗﺮﺍﻫﺎ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺭﻭﺳﻴﺎ يخرج ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻣﻮﻛﺐ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ.. ﻭﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺷﺎﻫﺪ ﻓﻼﺣﺎ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﻣﻨﺠﻠﻪ يعمل في ﺃﺭﺿﻪ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻭلا ﺍﻟﻜﻠﻞ..

ﻟﻢ ﻳﻌﺮ الفلاح ﻣﻮﻛﺐ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ اﻧﺘﺒﺎﻫﺎ.. ﻓﻘﺎﻝ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﻟﺤﺮﺍﺳﻪ ﻭﻗﺎﺩﺗﻪ: ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ..ﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻛﺒﻲ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻳﺨﺮﺟﻦ ﻣﻦ ﻏﺮﻑ ﻧﻮﻣﻬﻦ ﺷﻮﻗﺎ ﻭﺷﺠﻨﺎ ﻟﻤﺮﻭﺭﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻦ؟!

أﻭﻗﻒ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﻛﺐ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻔﻼﺡ، ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺑﻪ ﻣﻜﺘوﻔﺎ،

ﻓﻘﺎﻝ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ: ﻟﻤﺎ ﺫﺍ ﻟﻢ ﺗكف عن العمل ﻭﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻛﺒﻲ؟

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻼﺡ: ﻣﺎ ﻟﻲ ولموﻛﺒﻚ؟ أﺭﺿﻲ ﺃﻭﻟﻰ ﺑاﻫﺘﻤﺎﻣﻲ.

ﻓﻘﺎﻝ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ: ﺃﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻧﺎ؟

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻼﺡ:ﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ.

ﻓﻘﺎﻝ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ: ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ.. ﺃﻧﺎ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ سيحتل بلاﺪﻙ.

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻼﺡ: ﺃﻧﺖ ﻏﺎﺯ ﺣﻘﻴﺮ، ﻭﺃﺣﻘﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻞ بلاﺪﻱ.

ﻓﻘﺎﻝ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ:ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻤﻲ ﻣﻌﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎ، ﻟﻜﻲ ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ.

ثم ﻗﺎﻝ ﻟﺠﻨﻮﺩﻩ: اﻛﺘﺒﻮﺍ اﺳﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻋﺪﻩ.

ﻓﺄﺣﻤﻮﺍ ﺳﻴﺨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭ ﻛﺘﺒﻮﺍ به اﺳﻢ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ الفلاح ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻭسماﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﺰﻋﻪ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺇﻻ أﻥ ﺮﻓﻊ ﻣﻨﺠﻠﻪ ﻭﺿﺮﺏ ﻳﺪﻩ ﻓﺒﺘﺮﻫﺎ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻬﺎ ﻭﺳﻂ ﺫﻫﻮﻝ ﺟﻨﻮﺩ نابليون ﻭﺿﺒﺎﻃﻪ، ﻗﺎﺋﻼ: ﺧﺬ اﺳﻤﻚ ﻣﻌﻚ ﻓﻌﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﻤﻞ اﺳﻢ ﻏﺎﺯ ﺣﻘﻴﺮ ﻣﺜﻠﻚ.

ﻨﻈﺮ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ: "ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ"!

وﻜﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻫﺰﻳﻤﺘﻪ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﺀ في ﺭﻭﺳﻴﺎ.

ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺤﺐ ﺃﺭﺿﻪ ﻭبلاﺪﻩ ﻓﻬﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺰﺭﻉ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺳﻨﺎﺑﻞ ﺧﻀﺮﺍﺀ، ﻭﻻﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻬﺰﺍﺋم.. ﻓﻜﻢ ﺃﻧﺎﺱ ﺑﺎعوا- ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮا ﻳﺒﻴﻌﻮﻥ-ﺃﺭﺿﻬﻢ ﻭﺷﻌﺒﻬﻢ ﻭﻗﻀﻴﺘﻬﻢ ﺑﺜﻤﻦ ﺑﺨﺲ.. ﻓﻴﺎ ﻟﻠﻌﺠﺐ !!!

ﺇﻳﺎﻙ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻚ، ﻭﺍﺣﺬﺭ أﻥ ﺗﺒﻴﻌﻪ ﺑأي ﺜﻤﻦ.. أحرى ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ.

(منقول)