بقلم محمد فاضل سيدى هيبه

ينفتح باب الطائرة. تغشاه عند الخروج زفرة باردة من هواء ربيع "وانوط". ينزل ويتوجه إلى محطة سيارات الأجرة وعيناه وأذناه وجميع بدنه معبّأ بأحاسيس آسرة تملكته منذ أن وطأت قدماه هذه المدينة الساحرة عاصمة جمهورية "يوتمانيا الإسلامية". يتوجه إلى فندق "السرور" الراقي الذي تزيّن واجهته خمسة أنجم تشع ذهبا. يدخل تلفُّه غمامة خفيفة من دخان البخور وأريج المسك الزكي. يتوجه إلى المصعد. يدخل الغرفة الواسعة المزيّنة جدرانها بلوحات ثمينة. يغريه بالاضطجاع السرير الكبير المذهّب وسط السجاد الزاهي الألوان ومن حوله الأكواب والأواني البلورية المصفوفة على موائد مغطاة بالفضة الخالصة.. كل شيء في هذه الغرفة يبهره أيما انبهار. نظرة من النافذة تريه المسبح المترامي الأطراف بزرقته الأخاذة.. يرتمى على السرير الوثير وما هي إلا هنيهة حتى يذوب في نومة لذيذة لذيذة تعمرها أحلام بكل ما يُشتهى ويطيب.

بقلم كبير ولد فال

كان المرحوم  أقرب إلي من أخ شقيق، وأعز علي من صديق حميم، وكان أوفى من كل خليل، وأصدق من كل محدّث،  وأقوى عهدا من كل قريب وأحسن مجاورة من كل جار، وأحلى مساكنة من كل مساكن. اشتركنا في الطفولة والمراهقة والشباب، وجميع مراحل حياتنا، جمعتنا الابتدائية والثانوية والجامعة، وتساكنا فى حياتنا المهنية ولم يحدث بيننا -ولامرة واحدة- سوء تفاهم ولامشاجرة؛ لا كبيرة، ولا صغيرة، رغم أن كلا منا ينتمي إلى تيار سياسي منافس. كنا نعيش أخوين توأمين كل منا يسهر على الآخر أكثر مما يسهر على نفسه، وصديقين تربطهما علاقة خالصة مبنية على المودة والاحترام المتبادل، كان كل منا سندا للآخر وعونا له.

بلقم: أحمد ولد السالم

هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته

أثار المقالان اللذان كتبهما الأخ والناشط الحقوقي عبد الله ولد آلويمين مؤخرا، وكان عنوانهما على التوالي: "ذنوب الزوايا ونبل لمعلمين" و"لمعلمين وجحيم المجتمع النازي" –أثارا-موجة من ردود الأفعال المتباينة أمكنني رصدها بوضوح من خلال مسارين اثنين:أولهما بريدي الالكتروني الذي تلقى كما من الأسئلة كان أبرزها السؤال عن موقفي الشخصي والطيف الذي أمثله مما أثاره الكاتب من آراء.

وصل إلى بريد الموقع البيان التالي من منظمة "إنصاف" والتزاما بموقفنا المبدئي الرافض لكل أشكال الظلم والتهميش والإقصاء فإننا ننشره داعين الفاعلين السياسيين في بلادنا إلى إنصاف هذه الشريحة وتبوئتها المكانة المناسبة لإسهامها في كل مجالات حياة المجتمع.

نص البيان

المهندس الحضرمي ولد محمد ولد انداه

Email: هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته

شهد بعضُ البلدانِ العربيةِ ثوراتٍ اصطلح على تَسْمِيَتِهَا "بالرَّبِيعِ العَرَبِيِّ"ربيع غَلَبَ على لونِ خُضْرَتِهِ لونُ الـدَّمِ الذي يستحيلُ معه التَّمَتُّعُ بما يتيحه الربيع من مناظر تَخْلبُ الألباب، وتبقىَ عالقةً في الذهنِ نتيجةً لجمالها لِتَحِلَّ مَحَلَّهَا صُوَرُ تشييعِ القتلى التي تطالعنا بها القنواتُ التلفزيونيةُ بشكلٍ يومي، فاستحكمتِ الشَّحْنَاءُ وتَقَضَّبَتْ عُرَى الإِبْقَاءِ.

بقلم: الملازم أول البخاري ولد أحمدو ولد محمد مؤمل*

من المألوف أن يسافر كثير من الناس في فترة أعياد الميلاد إلى وجهات شتى، كثيرا ما تكون بعيدة عن أوطانهم. أما أنا، فقدعشت هذه التجربة مستلهما طريقي من السواح الأجانب الذين ما فتئوا يجوبون بلادنا طولا وعرضا. هكذا اخترت -على غرار ما يفعله الكثير منهم- وجهة معتبرة تليق بأول رحلة سياحية أقوم بها: هي مدينة شنقيط. وقد روَتْ الحكاية التالية المحطات البارزة في تجربة سفر لم تخلُ من مفاجآت مثيرة، بل مغامرات ممتعة أحيانا.