حصاد الستينيات الزاهرة أو وثبة الحرية في ظل الدولة الوطنية!
الخميس, 19 يوليو 2012 11:34

 

اختتم منذ أيام موسم التمور بتجكجه، وقد غبنا عنه – مع الأسف - لأسباب عائلية.

وبمناسبته ننشر هذا الموضوع عرفانا بدور تلك الربوع الحبيبة في نهضة وعزة الوطن

alt

في عصرنا الحاضر، عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية، شكلت إرهاصات الوعي الوطني الذي بثتـه حركة الزعيم أحمدُ ولد حرمة،(1) ورابطة الشبيبة الموريتانية (AJM(2)وحزب النـهضة الوطنية،(3) والجناح الوطني في حزب الاتحاد التقدمي(4) أواخر الخمسينيات وفجر الستينيات، في

بعض مراكز البلاد كأطار وروصو وكيهيدي وألاگ، وفي سان لويس وكيص ودكار وكولخ التي كانت بوابات تجارية وإدارية تعج بالموريتانيين.. شكلت تلك الإرهاصات بداية التطلع إلى الحرية من الاستعمار، والقضاء على الرق الذي كان ما يزال منتشرا في معظم القرى والبوادي؛ وإن كانت أصداء حركة التحرر العالمية، وأعمال بعض الإداريين الفرنسيين، وشعار المساواة Egalité(ستويّ Citoyen) الذي ترفعه فرنسا الجمهورية، قد مهدت الأرض لتلك الإرهاصات.

وجاء الاستقلال سنة 1960 في ظروف بالغة التعقيد.

ولم يكن مرد ذلك كون الاستعمار لم يترك في بلادنا شيئا معتبرا فحسب، وإنما كان – أيضا - لأن الأطماع الخارجية، والتجاذب السياسي والاجتماعي، لحد تنظيم الاغتيالات، في بلد حديث متعدد الأعراق والأهواء، ولم يعرف الدولة المركزية قبل فترة الاحتلال الفرنسي الوجيزة، كادت أن تعصف بالكيان الوليد.

ولعل تلك الوضعية هي التي جعلت حكومة الاستقلال تقبل في البداية اتفاقات مجحفة معالمستعمر، وتلغي النظام البرلماني والتعددية، وتغض الطرف - رغم خياراتـها الدستورية الواضحة ومحاولاتـها المتكررة عبر الأوامر والتعميمات - عن همّ تصفية الرق وممارسات مزرية أخرى في الريف؛ مخضعة ذلك أحيانا لمهمات توطيد الاستقلال وبناء الدولة الوطنية!

هل كان ذلك الاجتـهاد صائبا وفي محله، أم كان اجتـهادا خاطئا ونابعا من تقدير مبالغ فيه لميزان القوة الراهن يومئذ؟ نترك ذلك للباحثين والمؤرخين، ونتجاوز!

ورغم ذلك، فقد ظلت إرادة الاستقلال تنمو وتكبر في البلاد؛ وكان الحديث عن تصفية الرق حاضرا في عمل الحكومة(5) وموضوع بحث مشهود بين الدولة والعلماء، وبين العلماء أنفسهم، في مؤتمرهم الذي كان دوريا في سني الاستقلال الأولى في نواكشوط؛ والذي غازلت أطروحاتـه تجربة المملكة العربية السعودية في المضمار يومئذ، وتتمثل في تحرير الدولة للعبيد مقابل منح تعويض لـ"أسيادهم"! وقد عززت ذلك الاتجاه تعاليم جيل من العلماء والقضاة الشباب من أمثال الشيخ محمد سالم ولد عدود والشيخ عبد الله بن بيّهْ كانت لهم آراء نيرة تمتاح خير ما لدى السلف والخلف الصالحيْن في الموضوع، وترى بحق أن الإسلام دين حرية، و"انطلاق لا جمود". كما عززه أيضا عمل الشيخ سليمان ولد الشيخ سيديا - رحمه الله - الذي لم يكتف بتحرير ما في حوزتـه وحوزة معظم أسرة أهل الشيخ؛ بل امتد نشاطه التحريري واتسع ليشمل كل منطقتـه!

وما إن بزغت شمس الدولة، وتجلت بعض معالمها، وتراجعت الضغوط والمطالب الخارجية قليلا  بقبول عضوية موريتانيا في الأمم المتحدة، ثم كونـها عضوا مؤسسا في منظمة الوحدة الإفريقية، حتى دخلت  ساحة الوغى قوى جديدة تمتلك مفاهيم سياسية واجتماعية جديدة، وتبتكر أساليب جديدة، وتتوق إلى عوالم لا حدود لها. فالشباب الريفي المحظري الذي اقتحم ميدان النضال ضد الاستعمار الجديد، والتـهميش، والاضطهاد، والتخلف، وسعى إلى جلي الهوية الوطنية والقومية، وإعادة الاعتبار إلى اللغة العربية، سرعان ما أدرك مدى الترابط والتحالف الوثيق القائم بين القوى الاستعمارية والرجعية، وأن لا مجال لنـهوض وتكاتف وتحرر المجتمع ما دامت أجزاء منـه حيوانا أو كالحيوان، وأخرى مهمشة لأسباب ما أنزل الله بـها من سلطان، وأن الظلم الذي يعانيه الإنسان الرقيق هو أبشع وأفظع أنواع الظلم على الإطلاق. وقد ارتبط من ذلك الحين – بوعي - النضال من أجل حرية الوطن بالنضال من أجل تحرير المواطن وتوطيد الوحدة الوطنية.

وفي هذا الإطار درجت هيئات ومؤسسات وطنية جديدة كنقابة المعلمين العرب بقيادة عبدو ولد أحمد وجريدتـها "الواقع" ومعهد أبي تلميت بإدارتـه التونسية المستنيرة (البشير لعريبي والهادي حمو) وثانويتا نواكشوط وروصو وغيرهما من ثانويات وإعداديات البلاد.. وكان للمركز الثقافي العربي المصري في نواكشوط، والبعثات العلمية العربية (محمد عفيفي، حسن حنفي سري، محمد إبراهيم، محمود خير الدين، متى خليل متى، وأحمد سويد) أثرها البارز في تلك النـهضة.

بيد أن القسط الأوفر من نـهوض وصحوة الوطن، يمكن رصده في منتصف الستينيات ومعظم السبعينيات. وكانت تباشيره مع جرائد الزعيم بوياگي،(6) وموريتانيا الفتاة، وحركة المعارضة في إطار حزب الشعب في لبراكنة، وحركة التعريب، ومقاومة ضم ولاية تگانت إداريا إلى لبراكنة؛ ثم ما كان للجفاف من دور في انـهيار الاقتصاد الريفي الرعوي، وجرف السادة والعبيد معا إلى جحيم مدن الصفيح.. وانبثاق حركة الكادحين.

ولنأخذ مدينة تجگجة الأولى مثلا في هذا المضمار.

كان عام 1969، العام الأول في دورة الجفاف الحادة التي عرفتـها البلاد آنذاك؛ والتي عجلت، مع عامل "تدهــور قيـــــم التبادل"(La détérioration de termes de l’échange) انـهيار المجتمع الريفي. وفي صيف ذلك العام، أصبحت مدينة تجگجة فجأة مهدا لحركة التحرر الوطني والاجتماعي في موريتانيا. وإذا كانت ظاهرة العبودية قد أصبحت منعدمة منذ زمن في تلك المدينة بصورة شبـه كلية بفضل التمدن، وما مثّله نظام المغارسة من تطور في علاقات الإنتاج، فإن عوامل أخرى هيأت عاصمة إمارة تگانت خلال ذلك الصيف الحار لتكون بؤرة احتدام جميع التناقضات في البلاد! ومن أهم تلك العوامل كونـها آوت أكبر تجمع من الشباب المثقف القادم من مختلف المراكز الحية في البلاد تحتضنـه مدينة ريفية! وكونـها مهد أبرز تمرد على سلطة الاستعمار حيث قتل رائد توغله "السلمي" كابولاني في ربوعها سنة 1905 وتعرضت لعمليات "تأديب" ونـهب إثر ذلك... وفيها نشأت حركة الزعيم أحمدو ولد حرمه، وكانت ما تزال تحتضن بقايا حية من حزب النـهضة الوطنية، وفيها تترعرع بواكير الكادحين، تحت عوامل: هزيمة حزيران التي لم تبلغ سن الفطام بعد، وانتفاضة عمال ازويرات في 29/5/68، وعواصف مايو 68 في فرنسا، وأعاصير الثورة الثقافية في الصين، وانتصارات شعب فيتنام المدوية على آلة الحرب الأمريكية، ووصول الإنسان إلى القمر!

وفي هذا الخضم الاجتماعي المضطرب، احتدم الصراع بين عالمين: قديم يحتضر رغم ما لديه من وسائل البقاء والمقاومة كقوة العادة، وسلطان المال والجاه، والتحالف مع الاستعمار الغربي الجديد؛ وجديد يطل برأسه من الشرنقة متشبثا بالنور والحياة، كاسرا القيود المعطاة، حالما بالحرية والانعتاق رغم ضعف أسبابـه، رانيا إلى الشرق المضطرم!

وما زال شهود عيان من تلك الحقبة يتذكرون الحدث العادي البسيط الذي أورى الشرارة التي أشعلت السهل كله.. فبينما كانوا في حفل عشاء دوري عند ذوي أحدهم ذات مساء، دارت كؤوس الشاي المنعنع، بعد العشاء الفاخر، وكان "القًيّام"(7) من فئة الحراطين. فلما ناول أحد الشبان كأسا دهاقا "كعين الديك" رشف منـها، فهالتـه، وأخذت منـه كل مأخذ، فقال وهو يلتفت نحو الساقي: "إقصّر عمرك (قُتِلْتَ) ما أزين كأسك". وقال له آخر تحت نفس المفعول: "شلت يداك"!

لم يرد القيّام على الإهانة التي ربما اعتبرها مباحة في عرفه، لدخولها في حيز المزاح المألوف بين قيام مثله وبين الندامى! ولكن تلك الكلمات النزقة كانت كافية لتفجير بركان التمرد المستعر في نفوس رواد الحرية والمساواة الحاضرين.. واحتدم الجدل الذي ظل مشتعلا بين الحزبين تحت أشكال مختلفة، والذي سوف يبقى كذلك ما دام إنسان موريتاني يعاني!

..وكانوا كلهم شبانا من البيظان ينتمون إلى عائلات كبيرة محافظة في معظمها. وكان يسود خلال تمردهم جو رائع من التسامح والحرية فرضتـه طبيعة المجتمع من جهة، ومرونة وحيوية ذلك الشباب واستعداده للقيام بجميع ما يخدم مثله الفاضلة من جهة أخرى: صارعوا الصوفية وتعايشوا معها عن كثب، واختصموا بود مع خصومهم الأهل، وانتزعوا الإعجاب والاحترام وصاروا مثلا أعلى للشعب.

حمود ولد إسماعيل، يَبّ ولد البشير، إبراهيم السالم ولد بوعليبـه، حمود ولد صالحي، محمد ولد منيّ (رحمه الله) محمد ولد مولود، أحمد سالم ولد التا، أحمدو ولد حمّد، وإسلمو ولد عبد القادر، وأحمد بن سيدها.. وغيرهم. وإن ننس لا ننس الشيخ الحاج ولد البشير رحمه الله.. ذلك الحُرْمي (نسبة للزعيم أحمدُ ولد حرمة) المتمرد الذي يحث أبناءه على الثورة ويستقبلهم محتفيا ومحتفلا عندما يأتونـه مضربين أو مطرودين من المدارس؛ ولا شيخ الثائرين الأستاذ التلميدي بن سيدينا بن الشيخ سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم رحمهم الله - وكان أبا الجماعة وشِعْبـها الذي تأوي إليه - وهو ينشد متـهكما، من نظم لأحد الشيوخ النابذين للجشع واستغلال الدين في سبيل الدنيا، واستعباد الأحرار: "... ما عندكم من الطعام بـه ائتوني، بـه ائتوني!* وتلك مبروكه وتلك امبيريكا * يقل لها صيري لي خادم مملوكا"! وكان أخوه صيدوفه رحمه الله سليل الحسب والنسب يقود في أحياء نواكشوط وغيرها من مدن الداخل جوقة رواد الحرية المكونة من خيرة ذلك الشباب المنتمي إلى قبيلة واحدة، وجهة واحدة، ووطن واحد: موريتانيا الحرة الواحدة، وهم يغنون أغاني الانعتاق والمساواة مثل:

 

"آنا گَــــدّكْ *وانْتَ گَـــــــدّي!

مـان عَبْـــدَكْ * مَانَـــكْ عَبــْدِي".

 

ولا يريدون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا!

ولم تكن جبـهة تجگجة الجبـهة الملتـهبة الوحيدة يومئذ؛ بل كانت هناك جبـهات أخرى، إما أقدم منـها، أو عاصرتـها، أو اقتدت بـها. غير أن تجگجة آنذاك كانت القاعدة الأرسخ والأعمق التي بشرت بالحرية والمساواة، والتي شكلت - إلى جانب نواكشوط - القطب الفاعل الذي صدّر الإشعاع الوطني الديمقراطي إلى مختلف أنحاء البلاد! ولذلك قيل فيها يومها:

 

هَحْ ابتجگجَ ما بَگّاتْ** هَحْ ابتجگجَ صَنْعَتْ جَـ
ـبـهاتْ اتْحَطّمْ جَبـهاتْ ** أعْداءْ الشعبْ افتِجَگْــجَ

 

كان المرحوم سيدي محمد ولد سميدع في الشمال يحدو انتفاضة العمال على مستعمرة "ميفرما" قبل أن يقعده المرض. وعبد القادر ولد حماد ورفاقه: الأستاذ محمد عبد الله ولد حي ومحمد شين ولد محماد (النقيب محمد شين رحمه الله) وآخرون في ثانوية روصو، حلقة وصل بين نواكشوط وداكار من جهة، ونواكشوط وبوگي وكيهيدي من جهة ثانية. والشاعر (أحمدُ ولد عبد القادر) وبدر الدين والناجي والنقيب محمد بن دداه - رحمه الله - ومحمذن ولد باكا وعينينا ولد أحمد ولد الهادي وغيرهم في الجبـهة النقابية. وبدّنْ ولد عابدين ومحمد الحسن ولد لبات وصحبـهما في مركز الحركة في نواكشوط. وكان ثلج أحداث 1966 قد ذاب كليا بين مختلف مكونات الشعب، والتحقت بمسيرة الحرية والمساواة كوكبة من الأساتذة وغيرهم في مقدمتـها المرحوم باه عثمان والمرحوم جابيرا جاگيلي والمرحوم با محمود وغيرهم. بينما هيأت حركة الطلاب برعاية جماعتي تولوز (المصطفى ولد اعبيد الرحمن وعبد الله ولد إسماعيل ود. مصطفى سيدات ويُبَّ ولد الشيخ البناني وعبد القادر ولد أحمد رحمهما الله) والمشعل (لادجي تراوري ودافا بكاري وبا عبدول) وطلاب داكار (الطالب محمد ولد لمرابط ويَحْيَ ولد الحسن وأحمد ولد الزين) خيرة كوادرها لدخول المعمعة في إطار اتحاد الطلاب والمتدربين الموريتانيين الذي يقوده الشيخ محجوب ولد بيه، ويعود الفضل في إنشاء نواتـه في دمشق إلى محمد محمود ولد اماه (الدكتور اماه).

وليس غريبا - والحالة تلك- أن يولد خلال تلك الفترة (1960 - 1975) التي كللت بتظاهرات المهرجان الوطني للشباب في أغسطس 1974 الذي كان جامعة وطنية بحق، وتأميم "ميفرما" وقيام الوحدة الوطنية حول برنامج وطني إصلاحي توّجَهُ ميثاق وطني ديمقراطي يلغي استغلال الإنسان للإنسان، أدب وفن ملتزمان بقضايا الأمة شكلت فيهما قصائد "آدمي تعبيده معقول؟" و"ملك الإنسان للإنسان" و"في الجماهير تكمن المعجزات" وكمّ زاخر غيرها من الفصيح والملحون، واسطة العقد في سِفْر تراثنا الثقافي المجيد.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- أحمدُ ولد حرمة ولد بابانه: سياسي وزعيم وطني (1906- 9/7/1979) قاد الحركة الوطنية في شكلها الجنيني. هزم المرشح الفرنسي إيفون رازاك في انتخابات 10/11/1946 فانتخب نائبا عن موريتانيا. هاجر إلى المغرب بعد هزيمته في انتخابات مزورة سنة 1951 تحالفت ضده فيها السلطة الاستعمارية والقوى الرجعية.

2- رابطة الشباب الموريتاني: تأسست سنة 1955 من أطر ومثقفين أعلنوا أنها منظمة ثقافية وليست حزبا سياسيا. ومع ذلك ترشحت للنيابيات سنة 1956 وانغمست في الحياة السياسية. من بين قادتها محمد ولد الشيخ، د. ببكر ألفا، أحمد باب وأحمد بزيد ابنا أحمد مسكه، سومارى غي سلي، يعقوب ولد أبو مدين، كوني على باري. وكانت أول تشكلة معارضة تدعو إلى الوحدة السياسية للبلد. (المختار ولد داداه موريتانيا على درب التحديات ص 151 ـ 152).

3- حزب النهضة الوطنية: أهم أحزاب المعارضة في فجر الاستقلال وقيام الدولة الموريتانية. تأسس في مدينة كيهيدي سنة 1958 وتعرض للقمع ونفي قادته إلى تيشيت. شكل مع أحزاب الطاولة المستديرة حزب الشعب الموريتاني سنة 1961.

4- الجناح الوطني في الاتحاد التقدمي الموريتاني: الجناح الذي رفع شعار "لنبن معا الوطن الموريتاني" ويمثله الأستاذ المختار ولد داداه والسيد سيد المختار انجاي؛ والذي فرض في مايو 57 على اللجنة الإدارية للحزب إنشاء حكومة وحدة وطنية تضم -إلى جانب الحزب- حزب الوئام الموريتاني (حزب أحمد ولد حرمه) ورابطة الشباب الموريتاني. (المختار ولد داداه موريتانيا على درب التحديات ص  152، 153، 154).

5- انظروا التعميمات المتكررة في ملحق خاص.

6- بوياگي ولد عابدين: رئيس حزب النهضة الوطنية. عارض حكومة المختار ولد داداه، ثم اشترك مع وفد من حزبه في الطاولة المستديرة التي تمخضت عن توحد كافة الأحزاب الوطنية في حزب واحد هو حزب الشعب الموريتاني 29 نوفمبر- 1 ديسمبر 1961. وأصبح وزيرا للنقل في الحكومة الثانية بعد الاستقلال وعضوا في المكتب السياسي الوطني لحزب الشعب.

7- مُعِدّ الشاي أو الساقي.

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع