| لكم الجنة.. ولهم العار |
| الجمعة, 27 أكتوبر 2017 07:44 |
|
أيمن عبد الجواد
هذا بيت شعر قديم ورد عن ابن نباتة السعدي (أحد شعراء بلاط سيف الدولة الحمداني) وتحوّل بمرور الزمن إلى حكمة وقول مأثور؛ فالموت قادم قادم لكن المهم كيف تموت.. ومن أجل ماذا؟! الكثيرون يبتهلون إلى الله أن يرزقهم حسن الخاتمة، وهل هناك خاتمة أفضل من الشهادة؟ يروى عن خالد بن الوليد أنه لما حضرته الوفاة قال كلماته المأثورة: "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وها أنا أموت في فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء". كان "خالد" يمني النفس أن ينال الشهادة في ميدان القتال بعد رحلة طويلة ومعارك لا تعد ولا تحصى؛ فقد اشتهر كجندي طوال حياته.. لم يكن عالماً أو راويا، وقد اختصه النبي صلى الله عليه وسلم بلقب عزيز، فهو "سيف الله المسلول".
أكتب هذا الكلام كنوع من الرثاء والمواساة لمن فقدوا أحباءهم في مشهد وداع أصبح مألوفاً ومكرراً مع اختلاف الأسماء والصور فقط.. وراء كل شهيد حكاية وحلم انتهى مبكراً ولو كان البكاء يعيدهم لسكبنا من أجلهم العبرات.
الصور تدمي القلوب وتقشعر لها الأبدان.. تلك التي ينشرها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي لزوجات ترملن وأمهات فقدن فلذات الأكباد وأبناء في عمر الزهور ما زالوا يسألون: "متى يعود بابا؟".. ولا يدركون أن آباءهم لن يعودوا أبدا فقد ذهبوا في ميدان الشرف حتى يبقى لنا وطن يؤوينا. يا أيها الجهلاء مسلوبو العقل والإرادة.. ويا من تقفون خلفهم وتقدمون لهم المال والسلاح، وقبل ذلك الفكر الضال المنحرف.. اخسؤوا واذهبوا إلى الجحيم، فمصر بها مائة مليون مستعدون للشهادة من أجل أن يعيش وطنهم عزيزاً أبيا.. شهداؤنا في الجنة إن شاء الله، وما أعظمها من منزلة، أو بالأحرى جائزة. أما أنتم - يا أعداء الحياة- فلكم الخزي والعار أحياء وأمواتا. تغريدة: الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات، وتسقى بالعرق والدم.. (ونستون تشرشل). |
