بعد خطفي، وبعد نفيي الرهــيب
هذه قبلتي "تباد" وغــــــــربي
وشمالي خَيْرَنِّي للخـــير تـــحدو
وأبو امديــد جــــاثم بقــــــــراه
يبــــسم البــــدر ضاحكا في رباه
فإذا بالـــــربى مـــروج لجــــين
حولها سندس من الطـــلح يزهو

ها أنا اليوم في مكان عجــــــيب:
تبدو گنديگه من وراء الكـــثيب1
هضبات انتشماط صوب الجنوب2
في حمى واده الجــميل الخصيب3
عن أقاح، فــــهل رأيت حبـــيبي؟
سابــــحات في لـــــجة من طـيب
بالعلــــندى والـــزهر والخــروب

تلكم "الزِّيرَه" كم بها قد تغـــنى

قد سبى الشاعر الكــــبير هواها
وهناك "المشـــروع" لم أر منه
وهنا "الدفعه" في طلاب الأماني
أهلها السمر يسكــــنون جواري

والتلامــيذ يــــزرعون السـجايا
يتــــلقون مــن ينـــيب إليـــــهم
قيــــما سنــــــــــها ابن آدَ بعزم

زعموا أنـــــهم هـــنا قد نفوني!
ما لـــهم بالــــــبلاد علم ولا بي

في الــــورى كل شاعر موهوب4

وهــــداها في وثــــــبة التعريب5
غير صهريجه وشخص الـرقيب6
وتباشــــير الانعــــــتاق القريب7
بلسما.. رغم ما بهم من شحوب!

ويربـــــــــون واجلات القلـوب8
من عباد الــــــــرحمن بالترحيب
ورعاها من بعدُ كــــــل نحيب!9

كيف أنفى في موطني المحبوب؟
ليس مثـــلي هاهــنا بغـــــــريب!