| سيداتي.. الفنان الذي واكب مسيرة موريتانيا بالتدينيت |
| الأحد, 17 نوفمبر 2019 07:41 |
|
صحراء ميديا
سيداتي الذي تربى على هضبة تكانت، وورث منها حب الجمال والقدرة على الإبداع؛ وهي صفات لطالما حضرت لدى شعراء وفناني تلك الأرض، ولكن ذلك الفنان الشاب سرعان ما انفرد وتميز، فذاع صيته في أرجاء بلاد "البيظان". ففي مطلع ستينات القرن الماضي، كان الفنان الشاب سيداتي ولد آبه، يجول في بَوداي تگانت، حينها كانت الدولة الموريتانية في طور التشكل، وتريد عزف نشيدها الوطني الأول بآلة التدينيت، التي ترمز لأصالة لا تريد الدولة الفتية أن تفرط فيها. أرسلت الدولة وفدا إلى تگانت يبحث عن الفنان الشاب الذي ذاع صيته في البلاد، فقد وقع عليه الاختيار لعزف النشيد الجديد، ليسافر سيداتي إلى انواكشوط، ومن ثم يستقل طائرة خاصة إلى مدينة "سانت لويس" في موريتانيا الخاضعة للاستعمار وقتئذ، ليعزف هنالك أول نشيد في تاريخ البلاد بآلة التدينيت. وعندما قررت موريتانيا الاستقلال عن منطقة الافرنك الإفريقي عام 1973، وإصدار عملة جديدة (الأوقية) اختارت الفنان سيداتي ولد آبه، ليطل صوته مجلجلاً من المذياع لكي يعلن للموريتانيين ميلاد عملتهم الجديدة، تماما كما أطل عليهم لحظة ميلاد الوطن. كان سيداتي أو "الداتي" كما يطلق عليه أفراد أسرته والمقربون منه، حاضراً في أغلب لحظات الوطن المفصلية، مشاركاً بآلته التقليدية التدينيت في كتابة سردية الوطن. في نهاية ثمانيات القرن الماضي، قرر الفنان سيداتي أن يدخل في شبه عزلة فنية، تاركاَ الساحة للجيل الجديد الذي تزعمته آنذاك ابنته أيقونه الفن الموريتاني، الفنانة الراحلة ديمي، التي توفيت قبله بتسع سنوات.
|
