في خضم التطورات الجارفة التي تحبل بها المنطقة العربية وحالة "الفوضى" العارمة التي اجتاحت عددا من شعوب الأمة ودولها.. تبقى القضية الفلسطينية بوصلة كل القضايا والملفات الحارقة اليوم.. وتبقى المقاومة عنوانا لكل من تاهت به السبل في ظلام الحروب المشتعلة يمينا وشمالا.. ويبقى العدو الصهيوني وكيانه الإرهابي المحتل هو عنوان الصراع والتناقض الرئيسي والأبدي للأمة وقواها الحية ومكونات نسيجها المقاوم عبر الربوع والساحات الوطنية والقومية.

إننا في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين- بالمغرب، ومن موقع المسؤولية الشعبية المستمرة في الدفاع عن فلسطين ومناهضة المشروع الصهيوني ومن موقع الوفاء لثوابت الأمة نجدد التأكيد على محورية قضية فلسطين بما هي أم القضايا العادلة للأمة والقضية المركزية الوجودية لكل شعوبها، فإننا نؤكد من جديد موقف المجموعة حيال التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية والأحداث المتوالية بمرجعية الانتصار لخط المقاومة والالتفاف حول رموزها ومكوناتها وفصائلها باعتبارها خط الدفاع الوحيد إزاء مشاريع الهيمنة والتقسيم و"الفوضى الخلاقة" التي تستهدف الأمة في هويتها ووجودها، برفضنا القاطع تصنيف أي فصيل من فصائل المقاومة العربية والإسلامية كمنظمة إرهابية باعتبار هذا التوصيف لا يخدم إلا المشروع الصهيوني والصهاينة.

إن مجموعة العمل الوطنية، وهي تتابع عن كثب مجريات الأوضاع وتطورات القضية الفلسطينية، ومن موقع الفعل الشعبي المنخرط في الصراع الوجودي ضد العدو الصهيوني، فإنها تعلن للرأي العام الوطني والعالمي ما يلي:

1- انحناء المجموعة بإجلال أمام أرواح شهداء الانتفاضة الثالثة في فلسطين وتشد على أيدي عوائلهم وعلى أيدي الجرحى والمعتقلين وتؤكد الانخراط الدائم للشعب المغربي في معركة تحرير فلسطين أرضا وشعبا ومقدسات.

2- إدانتها بشدة للجريمة الصهيونية القذرة باغتيال المناضل الفلسطيني الشهيد عمر نايف بداخل سفارة دولة فلسطين في بلغاريا؛ وهي الجريمة التي تؤكد لمن احتاج الى ذلك طبيعة الكيان الصهيوني الإرهابية التي لا تتوانى عن ارتكاب كل أنواع الجرائم بحق شعب فلسطين بالداخل والشتات.

3- إدانة المجموعة للخطوة التطبيعية البئيسة التي قام بها "المغني" عبد السلام السفياني بزيارته للكيان الصهيوني وظهوره المباشر على منبر إحدى القنوات الصهيونية وهو يدعي أن العلاقات المغربية الإسرائيلية علاقات متينة وعاطفية باعتبار الفن لا علاقة له بالسياسة في قفز مكشوف على حقيقة الطبيعة الإرهابية الاحتلالية لكيان العدو وتبييض مجاني لجرائمه الدموية بحق أهل فلسطين والقدس، حيث تدعو المجموعة إلى التصدي لكل أشكال التطبيع؛ بما فيها الفني والثقافي ولمن يقف وراءها.

4- إدانة المجموعة واستغرابها الشديد لما أقدمت عليه الوزارة المكلفة بالهجرة من خلال ما ورد في إحدى منشوراتها بأن ثاني أكبر جالية مغربية بالخارج تتواجد في "إسرائيل"!! بما يستتبع ذلك من "اعتراف" رسمي بقانونية الاستيطان الصهيوني في الأراضي المحتلة لليهود المنحدرين من أصل مغربي الذين انخرطوا في كيان العدو وأصبحوا جزءا أساسيا وقياديا في منظومته العسكرية والسياسية والاستخبارية التي تمعن في إرهاب وتقتيل شعب فلسطين وباقي شعوب المنطقة، وتطالب المجموعة الحكومة المغربية بتوضيح الأمر للشعب المغربي.

5- إدانة المجموعة لما سمي بخطوة المدعو "سام بنشطريط" ضابط الموساد المعروف بالعمل على ترتيب "لقاء" بين الإرهابي نتنياهو والرئيس الفلسطيني بالمغرب (!!) وتحذيرها للسلطات العمومية كافة من مغبة فتح الأبواب لهذه النماذج الصهيونية لتمعن في توريط المغرب في مؤامرات تروم الالتفاف على نضال وانتفاضة شعب فلسطين ضد الإرهاب الصهيوني وتهويد القدس واضطهاد المقدسيين.

6- إدانة المجموعة لمشاركة المدعوة لطيفة بنزياتن في ندوة عن ضحايا "الإرهاب" التي عقدت في تل أبيب، واستغراب المجموعة الشديد لما ورد في تقارير إعلامية عن أن مشاركتها تمت بتكليف مغربي رسمي، ومطالبتها للسلطات العمومية بتوضيح الموقف من هذه المشاركة المشؤومة.

7- وقوف المجموعة بكل إجلال وإكبار أمام المعركة البطولية الأسطورية للصحفي الفلسطيني محمد القيق الذي هزم الكيان الصهيوني بكل غطرسته وآلته الإرهابية في معركة الجوع ضد الاعتقال الإداري.. بما جعل من ملف الأسرى والمعتقلين إداريا ملفا حارقا على رأس أجندة الملفات الحقوقية العالمية والإنسانية؛ وهو الملف الذي يستدعي من كل أحرار الأمة وفصائل المقاومة فيها العمل الدؤوب لفك القيد عن الآلاف من الأحرار داخل سجون ومعتقلات العدو الصهيوني.

8- تحية مجموعة العمل لموقف الطفل التونسي البطل محمد احميدة بطل الشطرنج الذي رفض مقابلة ممثل الكيان الصهيوني في بطولة الشطرنج العالمية. والمجموعة إذ تسجل للطفل التونسي ولكل شعب تونس هذا الموقف البطولي ضد التطبيع فإنها تهيب بكل الفعاليات الرياضية والفنية والثقافية في المغرب وفي الأمة أن تحذو حذو مناهضي التطبيع مثل الطفل البطل.

9- تحيي المجموعة موقف الشعب المصري المناهض لكافة أشكال التطبيع مع الصهاينة، وفي هذا الإطار تحيي طرد مجلس الشعب لعضوه الذي استضاف السفير الصهيوني في القاهرة.

إن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بالمغرب، وهي تقف على هذه التطورات والأحداث، فإنها تجدد التأكيد على محورية القضية الفلسطينية وعلى مبدئية النضال ضد التطبيع ومقاومة العدوان حتى تحرير الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين.

مجموعة العمل  

السكرتارية الوطنية

الرباط 4 مارس 2016