حين يعود المقعد الذهبي للاتحاد الإفريقي
الجمعة, 03 فبراير 2017 07:42

 

فاطمة (النجاح) بنت محمد بن محمذن فال   

altغابت الأنوار المغربية عن جلسات الأفارقة بعض الوقت.. كم كان مؤلما ذلك الغياب!! وما الذي تضيفه عودة المغرب للاتحاد الإفريقي؟

تأتي هذه العودة بعد ما يتهدد الدول المجاورة من أشباح ناتجة عن ظاهرة المنظمات المسلحة الخارجة على القانون التي تتقمص دور الحكومات بمحاولتها السيطرة على حوزة ترابية عليها تمارس أنشطتها التخريبية (شمال مالي مثلا).

أما وقد شهدت المنطقة شبه انهيار للدولة المالية لولا التدخل الفرنسي، فإن هذه التنظيمات لم تختف! وها هي "داعش" تنشط في ليبيا، في حين لا تزال أزمة مالي تتأرجح بين الحل والتأزم، إما بسبب نكوص الحكومة المالية أو بسبب الانطباع السائد لدى هذه المنظمات بأن دول المنطقة عاجزة عن كبح جماحها إلا بتدخل أجنبي.

عندئذ يتعزز الرأي السائد بأن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي من شأنها تقوية الجسور بين دول المنطقة من أجل غد أفضل لا مكان فيه لهذه المنظمات، ولا لكيانات هزيلة إن وجدت ستشكل النموذج الاختياري لهذه المنظمات؛ الأمر الذي يتناقض مع ثقافة الدولة السائدة لدى الأوساط المغربية (ثقافة المخزن) حيث لم يكن المغرب يوما نقيضا لاستقلال الشعوب ولا لشموخ جدار التنمية.

وفي هذا الإطار يقول الملك الحسن الثاني - رحمه الله- في معرض سعي بعض الأوساط الموريتانية إلى عدم الاستقلال عن فرنسا وطرحها الانضمام للمغرب بديلا عن الاستقلال: "ليس من مصلحتنا أن يدير شؤون موريتانيا قواد من المغرب، وأن تكون الطرقات والخدمات الصحية على عاتقنا، فلهم تقاليدهم وعاداتهم ولنا تقاليدنا وعاداتنا".(1)

وبما أنه لم تنطلق من المغرب أعمال عدائية ضد أي كان فإن عودته للاتحاد الإفريقي ستعزز السلم الإقليمي؛ بما في ذلك التنسيق مع الجزائر، تجنبا لإحداث أي كيان ليس بمقدوره التصدي للخارجين على القانون.

وإذا لم تتوفر هذه الإرادة لدى الحكومة الجزائرية فإنه بمقدور المغرب أن يطالب باستفتاء حول موقف الشعب الجزائري من دعم "البوليزاريو".

 وهل الأولى مواصلة مشوار "البوليزاريو" الذي ليس بالضرورة محل إجماع الجزائريين؟ أم إيواء المواطنين الجزائريين وتشغيلهم حتى لا يتشردوا في أعمال عدائية ضد الغير بـأعورهم وأخرسهم؟

فأيهما أولى أن يستفتى؟ أهو ما يقارب أربعين مليون جزائري تنهب قدراتهم وتهدر مصالحهم من أجل البوليزاريو؟ أم ما يقارب مليون صحراوي كانت محكمة العدل الدولية قد أفتت بشأنهم.

______________________________

1.  فاطمة بنت محمد ابن محمذن فال الملقبة النجاح: الاستقلال في الشعر الموريتاني، بحث لنيل درجة الماجستير، جامعة انواكشوط الحرة، ص33.

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع