
3. حين عطلوا القلم في ذكرى حبيب
... وتعود ذكرى حبيب، فيبكيه بعض من عرفوه ويتذَكَّروه "بأحرف فرنسية" في حفل باهت لا يناسب مقامه الكريم؛ ويروي بعضٌ ذكرياتٍ ما عنه.. وينساه ويتناساه آخرون.. ولا يقتفي أثره منهم أحد!
من المؤبنين من حط من قدره الوطني فأنزله منازل "المناضلين الحقوقيين" (وهو أعلم بأنهم نخاسون من الطراز الأول، إلا من رحم ربك) ومنهم من أقسم على مواصلة كفاحه.. وقد حنث.
وما لم يدركوه جميعا هو أن حبيبا لا يمكن التعبير عنه بغير لغته، ولا تلخيصه أو حشره في اتجاه واحد؛ ومن المستحيل نسيانه أو تناسيه!

2. التأبين
ماميتو لا يبكي ..*
ماميتو لا يبكي.. بل ينتصب شامخا كالقلم الحر.. إن جاز التعبير..وقد لا يجوز!
فالقلم لا يكون إلا حرا. وإضفاء وصف عليه لغو وحشو.
"نون والقلم.."
لا يضفي القسم الكريم وصفا على ما أقسم به.
يكفي أنه القلم!
حبيب وبعض رفاقه كانوا يدركون ذلك:
سموا سلاحهم السحري الفتاك: "القلم"!
لم يضيفوا إليه وصفا يميزه عن مختلف ما في السوق من بضاعة.
* * *

1. النعي
رحل الحبيب
فاتح نوفمبر (عيد جميع القديسين) أصبح من أيام وطن أتراحه أكبر من أفراحه: رحل الحبيب..!
* * *
في تاريخ الأمم لحظات حالكة يختلط فيها الجد بالهزل، والحق بالباطل، والحابل بالنابل. نحن نعيش تلك اللحظات منذ عقود من الزمن.
وفي اللحظات الحالكة، تسطع في سماء الشعوب الأصيلة معالم تنير الطريق، وتـهدي سواء السبيل.
