
ولد عيدّلها يروي أحداث حركة 16 مارس (ح1 / 4)
في الذكرى الثالثة والثلاثين لحركة السادس عشر من مارس التي قادها الضابطان محمد ولد عبد القادر، المعروف بـ "كادير" وأحمد سالم ولد سيدي – رحمهما الله- عام 1981 استضافت قناة "الوطنية" على مدى ست حلقات - حتى الآن- السيد إبراهيم فال ولد أحمد سالم ولد عيدّلها، أحد المشاركين في تنفيذ محاولة الانقلاب التي جرت بالتاريخ المذكور، حيث روى ولد عيدّلها تفاصيل واحدة من أشهر المحاولات الانقلابية في تاريخ البلاد.
ولما تضمنته المقابلة من تفاصيل عن حركة ما يزال الكثير من أسرارها مجهولا، ننشر نصها الكامل في الذكرى الرابعة والثلاثين لهذا الحدث:

رسالة إلى أميرة*
في مثل هذا اليوم (26 مارس) سنة 1981 أقدمت السلطات الحاكمة بدم بارد على إعدام قادة انقلاب 16 مارس الأبطال الذين هبوا لإنقاذ الوطن من القهر والإذلال وهيمنة العدو.
يومها رثاهم إمام موريتانيا الإمام بدأه ولد البوصيري - رحمه الله- من فوق أعواد منبر المسجد الجامع حين زفر قبل الخطبة زفرة المصدور وأنشد
أيا شجر الخابور ما لك مورقا كأنك لم تحزن على ابن طــــــــريف!
فتى لا يحب المال إلا من التقى ولا الـــــــــزاد إلا من قنى وسيوف
فكان جزاؤه الاعتقال والمنفى رغم سنه ومكانته.
أما أنا فرثيتهم من معتقل جماعي أقيم لجميع أطياف موريتانيا الرافضة للذل والهوان شمال لكصر بهذه القطعة:

على دروب الهجرة
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنــــم وجهنم في العز أطيب مــــنزل.
كان العقيد محمد ولد اب ولد عبد القادر مفجر وملهم حركة مقاومة اختطاف وتركيع موريتانيا قد بادر بعد انقلاب 31 مايو واستيلاء بوليزاريو وحلفائها على السلطة في نواكشوط بتقديم استقالته من اللجنة العسكرية والحكومة ومغادرة الوطن المقهور، رافعا راية التمرد والمقاومة الوطنية؛ الفعل الذي شبهه الأمير والسفير بكار ولد أحمدو في رسالة مكتوبة بعث بها وبأحد أبنائه إلى العقيد الثائر بهجرة الجنرال ديغول إلى بريطانيا رافعا راية المقاومة باسم فرنسا الحرة لما استسلم المارشال بيتين للنازيين.

(إطارها التاريخي، نشأتها ومكوناتها، أحداثها البطولية الأليمة.. وحكايات أخرى)