
العاشر من يوليو 1978 كان بداية الانهيار والتيه في موريتانيا، وقد كتبنا عنه كثيرا، نختار منه في هذه المناسبة ثلاث حلقات تلقي بعض الضوء على الحدث!
وهذه أولاها..
عن الثورة الجزائرية والنظام الموريتاني والكادحين وبوليزاريو وانقلاب العاشر يوليو
وبوركت تربا ضم مليون خالد ** كأنـك مـن أرواحهـم تتوقـد
مفدي زكريا
لم تحظ ثورة عربية، باستثناء ثورة فلسطين، بدعم العرب، كل العرب، من محيطهم إلى خليجهم، كما ثورة الجزائر. ولم يبذل شعب عربي في سبيل عزته أغلى مما قدمه شعب الجزائر. ولم تخب الآمال في ثورة بقدر ما خاب الرجاء في ثورة الجزائر! وذلك لأكثر من سبب! مليون ونصف مليون شهيد وهبوا أرواحهم الزكية فداء للأرض والعرض، ومهرا للحرية والكرامة والهوية.. وجادت الأمة العربية والإسلامية، والإنسانية جمعاء بالكثير الكثير لتلك الثورة. وكم كان حريا بشعب عظيم، كالجزائر، ينتمي لحضارة عظيمة، أن يتمتع بثمار جهاده وخير بلاده، ويعيش حياة حرة كريمة، ويسهم على قدر آماله، والآمال فيه، وتطلعاته المشروعة، وإمكانياته الهائلة، في نهضة ورقي أمته والإنسانية جمعاء!

محمدُّ سالم ابن جدُّ
كانت للناس هنا في الماضي رياضاتهم الذهنية النابعة من موروثهم التراكمي ممزوجا بخصائصهم الحضارية، ولهم رياضاتهم البدنية النابعة من بيئتهم، المعتمدةُ على وسائلهم، الممتزجةُ بحياتهم؛ وهي رياضات لها أدبها وقوانينها وأعرافها ومفرداتها وأساليبها ونوادرها وأبطالها وضحاياها.
وإذا اقتصرت على تلك البدنية التي انقرضت تقريبا، ثم على أهم ما شاهدتُه فسأتحدث عن ثلاث رياضات هي المسابقة (اللز) والمصارعة (أطيعوز) وضرب الكرة (كز التود).

محمدُّ سالم ابن جدُّ
عندما يدبر الخريف ويقبل الشتاء.. هنالك تحلو اللحوم ويسهل ادخارها دون تعفن، وكان ذلك يتم بعدة طرق منها:
1. الذبح.
2. النحر.
3. وَنگاله / الونگاله.
4. المُشارْيَه.
وكان من المأثورات (في منشئي على الأقل) أن اللحم - باعتبار قيمته الصحية والغذائية- ثلاثة أقسام: لحم، ونصف لحم، وغير لحم. (يعنون بالأول القديد، وبالثاني الشواء، وبالثالث الطبيخ).

كتب هذا المقال ونشر قبل عام تقريبا، لكن استمرار حبس الرئيس السابق محمد
ولد عبد العزيز بالباطل، والامعان في العمل على تشويه سمعته وسمعة عهده
الوطني البطولي الزاهر بمختلف الأساليب يدعو إلى إعادة نشره.
يرى بعض المحللين أن أخطبوطا خفيا يتحكم في مفاصل الدولة، ويلف أذرعه حول مؤسساتها ويدبر شؤونها! وقد قدم هذا الأخطبوط "هدية ملغومة" إلى فخامة رئيس الجمهورية وإلى الشعب الموريتاني وإلى أصدقاء موريتانيا؛ وذلك على النحو التالي:
- فعلى تمام الساعة التاسعة من مساء يوم الثلاثاء 22 يونيو 2021 قام هذا الأخطبوط بتنفيذ ما حلم به وأعد له العدة منذ نشأته، فاعتقل رئيس الجمهورية السابق محمد ولد عبد العزيز، وأودعه في سجن انفرادي خاص أنشئ بمقرر صباح اليوم نفسه، وأعطى تعليمات بمنعه منعا باتا من الاتصال مهما كان نوعه؛ منتهكا بذلك دستور البلاد وكافة قوانينها الإجرائية والموضوعية!