محمدُّ سالم ابن جدُّ
في آخر يوم من شعبان 1436هـ (17 /6/ 2015م) أُجْرِيَتْ لي عملية جراحية في العمود الفقري بمستشفى افان (Fann) الجامعي في دكار، جراء انزلاق غضروفي أمضني عدة شهور. وعندما استهل رمضان بدأ جيراني على الأسِرَّة يوجهون مؤشرات أجهزة استقبال البث الإذاعي إلى محطات تبث مواد دينية، ولكن بعضهم يكتفي بكل ما هو عربي ويتبرك به ولو كان لهجة شعبية.
أحد النزلاء كان يستمع بخشوع إلى أغنية عاطفية لأم كلثوم بالعامية المصرية ولا يشك في أنه يستمع إلى القرآن العظيم.
نزيل آخر كان إلى جانبي أصيب بعدة كسور استدعت عمليات جراحية بعضها في العمود الفقري، وكانت معه في المستشفى زوجه التي تقف عند أمره ونهيه. لم أر أحدا يأتيهما بشيء وإنما كان النزلاء ينيلونهما ما استطاعوا فكانت المرأة تدس ما تجده في في زوجها ولم أرها تأكل شيئا إلا نادرا؛ لذا خشيت أن لا تقوى على تمريضه مما تجيع نفسها إيثارا له.
في البداية أمضيت يومين أو ثلاثة مستلقيا على قفاي ممنوعا من الجلوس فكان الذين تكرموا بالسفر معي لتمريضي يوضئونني فأصلي كما أنا، وقد أثار ذلك في البداية استغرابا شديدا داخل القاعة التي كنت فيها، وربما توهمه بعضهم سحرا أو شيئا من هذا القبيل.
مواطن من إحدى دول غرب إفريقيا أجريت له عملية كالتي أجريت لي قبل وصولي إلى هناك، وحين حجزت (قبل العملية) كان قد أصبح يذهب إلى الحمام ويعود بمفرده، كان ممن استغرب توضئتي بأيدي غيري وصلاتي مستلقيا على قفاي، ثم فوجئت بأنه صار يذهب إلى الحمام على قدميه ويتوضأ فيه ويعود إلى سريره فيستلقي عليه ثم يحرم بالصلاة!
أربعاء, 2023/04/19 - 23:31