العابرون إلى قِبابِ القدس

 

محمد عبد الله البكاي

العابرون إلى قِبابِ القدس لا يتمتعون للأسف بما يكفي من الرفاهية ليشفوا غليل تساؤلات أحفاد هيرودوت أمام الإشكال اليتيم في تدوير التاريخ واستعادةِ أحداثه.

العابرون يدركون فقط أنهم منحوا أنفسهم ما يكفي من الوقت لممارسة الحزن والحَيْفِ والأسى.

الوقت هذه اللحظة ليس من ذهب؛ بل من دموعٍ وأناتٍ وألم.

عبر الأوَّلون خط بارليف وأعينهم ترنوا إلى ردهات منتجع كامب ديفيد.

عبر الآخرون الجدار الأصم وعتادهم شيء من أثمد الزرقاء حيث تراءت لهم مآذن القدس في طقس أَخَّاذ.

فنَّدَ أحفاد الرنتيسي والدُرَّة القولةَ السائرةَ لابن غوريون: لا يؤسر الجندي الإسرائيلي وفي مسدسه طلقتان.

كلما صاح النفير تفنن العرب في إطلاق الألقاب على أيام الجُمَعْ: جمعة الغضب، جمعة التحدي ...

يوم السبت من نسيج قماش آخر خِلوٌ من أي شعار، عارٍ من الزِّحَافات والعِلل، السبت ببساطة إرادة وإخلاص قبل أن يكون معجزة متفردة.

ورغم ذلك فلا زال العابرون إلى قباب القدس لا يتمتعون للأسف بما يكفي من الرفاهية...