يحكى أن طبيبا هاويا أناخ ذات يوم بقوم من أهل "الڭبلة" فوجد جماعة في خيمة من بينها رجل تدمع عينه. فقال له بثقة كبيرة وحماس: "عينك مريضة وسوف أداويها فورا. أوقدوا نارا وضعوا فيها مكواة واذبحوا شاة سمينة وأحضروا آسفل" (حبل من جلود). سأل المريض الطبيب: ولماذا "آسفل"؟ قال: لأشد وثاقك به حتى لا تتحرك أثناء العملية. قال المريض: لا داعي لذلك، فسوف أصبر! وتم إحضار جميع ما أمر به الطبيب إلا الحبل!
وجّه عناصر "حزب الله" رسالة إلى الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم جاء فيها:
"مِنَ المُرابِطينَ على الثُّغورِ، إلى الأمينِ على نَهجِ ودِماءِ الأمينِ، سَماحةِ الأمينِ العامِ لحِزبِ الله الشَّيخِ نَعيم قاسِم حَفِظَكُمُ المَولى وسَدَّدَكُم، السَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللهِ وبَركاتُه.
يا شَيخَنا ويا ثِقَةَ وَلِيِّنا، نَحنُ أَبناء مَسيرَةِ المُستَضعَفِينَ، وصَرخَة الإمامِ الصَّدرِ في المَحرومِينَ، نَحنُ سِلاح ومَوقِف شَيخِ الحَربِ راغِبٍ، نَحنُ بَصيرَة الشَّهيدِ السَّيِّد عَبَّاسٍ، نَحنُ نَصر تَمّوزَ ونَيسانَ، نَحنُ التَّحرير، نَحنُ رِجال اللهِ وجُند نَصرِ اللهِ الغالِبُونَ، نَحنُ وديعَةُ حَبيبِنا الشَّهيدِ المُقَدَّسِ سَماحَةِ السَّيِّدِ حَسَن نَصرِ اللهِ رِضوانُ اللهِ عَلَيهِ، ونَحنُ رِهانُهُ ووَعدُهُ الصَّادِق.
3. حين عطلوا القلم في ذكرى حبيب
... وتعود ذكرى حبيب، فيبكيه بعض من عرفوه ويتذَكَّروه "بأحرف فرنسية" في حفل باهت لا يناسب مقامه الكريم؛ ويروي بعضٌ ذكرياتٍ ما عنه.. وينساه ويتناساه آخرون.. ولا يقتفي أثره منهم أحد!
من المؤبنين من حط من قدره الوطني فأنزله منازل "المناضلين الحقوقيين" (وهو أعلم بأنهم نخاسون من الطراز الأول، إلا من رحم ربك) ومنهم من أقسم على مواصلة كفاحه.. وقد حنث.
وما لم يدركوه جميعا هو أن حبيبا لا يمكن التعبير عنه بغير لغته، ولا تلخيصه أو حشره في اتجاه واحد؛ ومن المستحيل نسيانه أو تناسيه!
2. التأبين
ماميتو لا يبكي ..*
ماميتو لا يبكي.. بل ينتصب شامخا كالقلم الحر.. إن جاز التعبير..وقد لا يجوز!
فالقلم لا يكون إلا حرا. وإضفاء وصف عليه لغو وحشو.
"نون والقلم.."
لا يضفي القسم الكريم وصفا على ما أقسم به.
يكفي أنه القلم!
حبيب وبعض رفاقه كانوا يدركون ذلك:
سموا سلاحهم السحري الفتاك: "القلم"!
لم يضيفوا إليه وصفا يميزه عن مختلف ما في السوق من بضاعة.
* * *