"أخطر محاضرة في التاريخ الحديث"

تكشف لغز ما يجري في منطقتنا وما يخطط لها

المحاضرة ألقاها البروفسور "ماكس مانوارينج" خبير الإستراتيجية العسكرية في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الأمريكية.

مكان المحاضرة: إسرائيل.

التاريخ 01 /12/ 2018

المدعوّون للمحاضرة: كبار الضباط من حلف الناتو، والجيش الصهيوني!!!

استهل البروفسور ماكس محاضرته بالقول إن أسلوب الحروب التقليدية صار قديماً، والجديد هو الجيل الرابع من الحرب!!!

وقال حرفياً (والنص له(: "ليس الهدف تحطيم المؤسسة العسكرية لإحدى الأمم، أو تدمير قدرتها العسكرية؛ بل الهدف هو: الإنهاك - التآكل البطيء ..لكن بثبات!!! فهدفنا هو إرغام العدو على الإذعان لإرادتنا"!!!

ويضيف حرفياً: "الهدف زعزعة الاستقرار!!! وهذه الزعزعة ينفذها مواطنون من الدولة العدو لخلق الدولة الفاشلة!!! وهنا نستطيع التحكم!!! وهذه العملية تنفذ ببطء وهدوء، وباستخدام مواطني دولة العدو، فسوف يستيقظ عدوك ميتاً"!!!

هذه المحاضرة التي قيل إنها أخطر محاضرة في التاريخ الحديث توضح كل ما جرى ويجري من حروب وصراعات أهلية مسلحة في العالم الإسلامي!!!

وأكثر ما يلفت الانتباه في هذه المحاضرة هي عبارة "الإنهاك، والتآكل البطيء!!!" لكننا نسأل.. : لماذا لا يتم الانهيار السريع بدل التآكل الهادئ والبطيء؟!

هذا هو الجزء الأخطر في المحاضرة!!! والتآكل البطيء يعني خرابا متدرجا للمدن، وتحويل الناس إلى قطعان هائمة!! وشل قدرة البلد العدو على تلبية الحاجات الأساسية؛ بل تحويل نقص هذه الحاجات إلى وجه آخر من وجوه الحرب، وهو عمل مدروس ومنظم بدقة!!!

البروفسور، وهو ليس خبير الجيل الرابع للحرب فحسب؛ بل ضابط مخابرات سابق، لا يلقي المحاضرة في روضة أطفال ولا في مركز ثقافي.. بل لجنرالات كبار في الكيان الصهيوني، وحلف الناتو. والمكان (في إسرائيل!).

وفي عبارة لافتة في المحاضرة يقول بكل وقاحة مبطنة مخاطباً الجنرالات: " في مثل هذا النوع من الحروب قد تشاهدون أطفالا قتلى أو كبار السن، فلا تنزعجوا!!! علينا المضي مباشرة نحو الهدف". بمعنى لا تتركوا المشاعر أمام هذه المشاهد تحول دون: تحقيق الهدف. والأسلوب نفسه طبق ويطبق في العراق وسوريا واليمن، وفي ليبيا، وربما اقتصاديا في لبنان.. وغدا لا ندري من سيكون عليه الدور؟!!

ومرة أخرى السؤال الأهم: لماذا "الإنهاك والتآكل البطيء" بدل إسقاط الدول مرة واحدة؟!!

الجواب: إن إستراتيجية الإنهاك تعني نقل الحرب من جبهة إلى أخرى، ومن أرض إلى أخرى، واستنزاف كل قدرات "الدولة العدو" على مراحل متباعدة، وجعلها تقاتل على جبهات متعددة محاصرة بضباع محليين من كل الجهات، والتخطيط لتسخين جبهة وتهدئة أخرى؛ أي استمرار إدارة الأزمة وليس حلها. ولكن لا يتم انهيار الدولة السريع، لأن الانهيار السريع يبقى على كثير من مقومات ومؤسسات الدولة والمجتمع..

وبالتالي فإن أفضل الطرق هو التآكل البطيء، بهدوء وثبات.. عبر سنوات.. من خلال محاربين "محليين شرسين وشريرين" كما يقول هو، بصرف النظر عن وقوع ضحايا أبرياء، لأن الهدف هو السيطرة وتقويض الدولة والمجتمع، أهم من كل شيء؛ أي محو الدولة والمجتمع عبر عملية طويلة!!! من المؤسف أن هذا المخطط الذي يعترفون به ويعلنونه بكل وقاحة، هو الذي نراه بأعيننا، ويطبق بأيدينا نحن، تحت شعارات صاخبة من حقوق الإنسان والديمقراطية، والحرب على الإرهاب!!! فهل عرفنا الآن لماذا أسلوب استمرار إدارة الأزمة بدلا من حلها؟!! وكيف يخططون ليظل النزاع والخلاف بين فئات الدولة... بل والاقتتال بين الدول والشعوب من أجل القضاء على قدرات الشعوب في منطقتنا وتحويلهم إلى تابعين لا حول لهم ولا قوة؟

يا ليت قومي يعلمون قبل فوات الأوان.

منقول حرفيا

https://smallwarsjournal.com/author/max-g-manwaring