محمدُّ سالم ابن جدُّ
هو وآلُه..
بينما تذكر إماء الله في مشارق الأرض ومغاربها من مختلف الفئات البشرية اسم الزوج دون حرج، يتحرج الموريتانيات من التلفظ بأسماء أزواجهن، ويرين – ومعهن المجتمع- في ذلك قلة حصافة أو فجاجة أو شيئا من هذا القبيل. لذا لجأن إلى إيماءات وإشارات مختلفة أشهرها ضمير الغائب المعهود (هو) ثم إن منهن من تكني عن الكناية نفسها لأن وضوح دلالتها قربها من الاسم الصريح، فتقول: بعض الناس (على سبيل المثال). ومنهن من يزعمن – على سبيل الدعابة- أن ذكر اسم الزوج يسقط كسوة الزوجة عنه!
أما الرجل فهو أحسن حالا بعض الشيء، لأن بإمكانه ذكر اسم أهله ما لم يكن بمسمع من يحترمه لسنه أو مكانته؛ فحينها لا يختلف حاله عن حالها، وإذا أكثر من ترديد اسمها دون ضرورة كان في ذلك لفت للانتباه!
ويتفرع عما سبق التحفظ في معاملة الأبناء وخطابهم والحديث عنهم، ويبلغ الأمر ذروته في البكر ذكرا كان أم أنثى؛ فلعل كونه فاتحة شكله جعله مظنة التسفيه والحدب فدعاهم إلى التحفظ. ومن أشهر ما اصطلحوا عليه في ندائه والتعبير عنه "الطفل" و"الطفلة" اللذان قد يلازمان المرء طيلة حياته لا لشيء إلا لأنه الابن الأول لأبيه أو أمه أو كليهما. ومنهم من لا يتحلل من هذا القيد بالبكر إذا توفي في وقت، مبكر فيجري تاليه على عرف البكر.