محمدُّ سالم ابن جدُّ
مرت علي عدة أرمضة في العاصمة الاقتصادية كنت أثناءها أصلي التراويح في مسجد "لعريگيب" وكان في جماعة المسجد مسنون استقرت بُناهم النفسية والجسدية كما هي ومن العبث الطمع في تغييرها، وإذا أمكن فمن غير حدث ناشئ ما زال يلتبس بطلاب الثانوية!
أحد هؤلاء كان ذا دعابة وربما وقف عند الفراغ من التراويح قائلا: "أيْوَ العباده اوْفات.. گومو شور كسكس ابردْ" نبهته في أول عهدي به – مخْطئا- على أن هذا الكلام لا يليق في المسجد فرفع صوته وأمال وجهه وقال: "كسكس، والعيش ومارو ومنجاغه.." واستمر يسرد عشرات الأطعمة المعاصرة والقديمة على وجه التبكيت والنكاية.
ثانيهم المؤذن – رحمه الله- وكان مصابا في رجله اليمنى إصابة جعلتها تمتد يمينا ويميل هو يسارا بشدة، وكان الحال يقتضي أن أكون عن يساره خلال صلاة الفرض لأتبادل موقعي مع الإمام عن قرب، فكنت أعاني من ميلان المؤذن إليّ وأجد صعوبة في أداء بعض الأركان.
ذات ليلة ارتأيت أن أكون عن يمين الرجل لأستريح من حمله فكانت النتيجة وخيمة لخصتها أثناء الصلاة ببيتين:
حللت يمين الشيخ خوف يساره ** فألفيت ذا جهلا بحالته محضا
فأفرشني رِجْلاً وحُمِّلْتُ مرفقا ** وأوسعني وخزا وأنهكني ركضا.
ثالثهم رجل يعمل بالولاية جاء من الطرف الشرقي لولاية الترارزه، من محتد مشهور بالبلاغة والطرافة العميقة (لقيت أقارب له في أبي تلميت ربيع سنة 2013 فبشروني بسلامته) وكان له تعليق شبه دائم على بعض ما تلوته في الصلاة؛ من ذلك أنه سمع قول الله تعالى: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين} وبعد الخروج إذا به يقول: "لخليطه بعد انشفرو! إيطيرهم.. الرجاله واعره! يحلفوا الْمولانا اعلَ الكذب؟ انساو عنو كان امعاهم!".
(للحديث بقية ربما ذكرت بعضها)