في حدود الساعة الرابعة فجرا، في منطقة سوكوجيم عين الطلح، فوجئت بشخص يطرق باب المنزل بشكل عنيف، خاطبته السيدة: "ذاك من هو؟" ليفاجئها: "افتحي الباب" بصوت مرتفع؛ لأخرج من غرفة نومي سائلا من الطارق فتفاجئني المستورة بصوت منخفض: "اللصوص اللصوص اللصوص" وهي منهارة بسبب الخوف الشديد الذي انتابها من صوت رجل خشن قوي البنية، اقتربت من الباب مستفسرا: "من تكون أخي؟" ليفاجئني: "افتح الباب قبل أن أكسره وأقتلك أنت وعائلتك جميعا".
قلت له: "لن أفتح الباب، وعليك الانصراف قبل أن أتصل بالشرطة" فأجابني: "الشرطة لن تأتي بهذه السرعة" وكأنه خبير في وقت وصول شرطة النجدة في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
تراجعت لأخذ الهاتف والاتصال بالشرطة والدرك الوطني وأمن الطرق والحماية المدنية على الأرقام 116 و117 و118 و119. جميعهم لا يردون على هواتفهم الواحد تلو الآخر. بعد دقائق من معاودة الاتصال بشكل مستمر على الأرقام تم الرد علي من طرف الدرك الوطني: "المنطقة تابعة للشرطة وليس لنا" حاولت مع رقم الشرطة دون جدوى. قررت الاتصال بالحماية المدنية لعل الفرج يكون علي يدها، وبعد تكرار الاتصال ردوا علي بأن مهمتهم الحرائق فقط، لأجرب حظي مع أمن الطرق فيقولوا لي: "مهمتنا أمن الطرق فقط".
عاودت الاتصال مرات بالشرطة.. أخيرا تم استقبالي من طرف شاب طيب متأنٍّ لأخبره بالقضية كاملة، والعصابة ما زالت تحاول تكسير باب المنزل وهم يكررون "اندورو نكتلوك بين امع اتجي الشرطة لعادت لاهي اتجي كاع"!!!!.
لأقرر أن اتصل بجاري الطيب ليرد على هاتفه في الاتصال الأول: "خيرا أخي عدود؟" فأخبره بالحادثة قائلا فيرد: "سأطلق رصاصة فوق منزلكم الآن، لأحضر أنا والشباب إليكم بعد دقائق".
وهذا ما حدث، وبسرعة كان تدخل سريع وفي وقته، لأصعد فوق المنزل فأفاجأ بمنظر اللصوص؛ وهم ثلاثة رجال أقوياء يمتطون سيارة من نوع تويوتا كورولا s موديل 2013 ويحاولون الهرب قبل أن تتعطل سيارتهم بسبب التراب والمحار.
اتصلت بالجار الطيب وطلبت منه عدم الإقدام على العصابة حتى تأتي الشرطة؛ خاصة بعد تعطل سيارتهم.
فيما يبدو أن اللصوص لديهم خبرة كبيرة في هذا المجال. صرت أنا وجاري وبعض زملائه نراقب العصابة ونتصل بالشرطة من أجل اعتقالهم قبل خروج سيارتهم مما عاقها، وهذا ما لم يحدث.. حتى زاد الوقت على الساعة الخامسة فجرا، ليخرج اللصوص سيارتهم ويلوذوا بالفرار وتحضر الشرطة أخيرا متسائلين عمن أطلق النار؟ وأين البندقية؟ وهل يملك ترخيصا؟
ملاحظة : الشرطة الذين حضروا دورية أخرى غير الذين كنا نتصل بهم كانوا يبحثون عن مصدر الرصاصة بعد سماعهم لها.
سيدي الرئيس.. أين الأمن؟
هل علينا جميعا حمل السلاح من أجل تأمين أنفسنا وأرواحنا وأبنائنا.
سيدي الرئيس.. أحيطكم علما بأن أطفالي لم يناموا بعد الحادثة حتى اللحظة، وبأنهم مصابون بهستيريا خوف شديد، وما زالوا يرفضون الخروج، أو حتى الاقتراب من باب المنزل، ويكررون: "الباب عندو اللصوص لاهي يكتلونا نحن وببا"!!!
سيدي الرئيس.. أرجوك ثم أرجوك.. وفر لنا الأمن وحده. لا نريد غيره.
سيدي الرئيس.. الأمن هو كل شي.
عشنا - سيادة الرئيس- في كابوس أزيد من ساعة والأطفال يبكون والنساء يعوين، وأنا بمفردي أحاول إنقاذ عائلتي من عصابة مفترسة هدفها الأول القتل والسلب حسب قولهم عن أنفسهم.
سيادة الرئيس.. نريد شرطة نجدة تتدخل في الوقت المناسب من أجل إنقاذ أرواح العباد وتأمين ممتلكاتهم.
كان الله في عون شعبنا الطيب المسالم.
أربعاء, 2023/04/05 - 00:56