محمدُّ سالم ابن جدُّ
مضت سنوات كنت أجد حرجا بالغا من مسجد مجاور لا تقام فيه التراويح في الوقت الذي أصليها في المنزل بأهل البيت. كان يسوؤني تعطيل المسجد وحرمان جماعته من سنة مؤكدة وحرمان نفسي من الجمع بين التراويح وإحياء المسجد، فإذا هممت بإبداء استعدادي للإمام تذكرت أن الإمامة اكتسبت معنى ماديا تنافسيا في بعض الأحوال فخشيت أن يفهم غير مقصدي فيرفض حفاظا على فرصته ومقامه ويتحفظ مني في المستقبل، ولا أدري متى يزاحمه غيره في المحراب فيرى لي ضلعا في ذلك.
دام الحال على هذا ست سنوات لم يرتح خاطري إلا بعد الانتقال من الحي والمقاطعة لداع اقتضى ذلك.
وقبل هذا بسنوات وجدت في نفسي استعدادا لاعتكاف العشر الأواخر من أحد الأرمضة وكان التنفيذ منوطا بمسجد مجاور يسهل على أهلي إيصال ما أحتاجه إليه، وعند ما جئت بعدتي أشعرت الإمام بحقيقتي ليطمئن إلى مكثي في المسجد فمنعني من ذلك وعاب هذا "الدين الجديد" على حد زعمه وطردني شر طردة.. والعزيمة لنا والقضاء لله.
أربعاء, 2023/04/05 - 08:59