مرافعة سوية في "ملف فساد العشرية"! (23)
2. رئيس المجلس الدستوري الذي شهد تحت اليمين في جلسة المجلس المنعقدة بقصر المؤتمرات الجديد المخصصة لإعلان تنصيب الرئيس المنتخب، فقال: "إذا كان هناك من يستحق الشكر من أجل هذا اليوم الذي لا ينسى فهو شعبنا لما تميز به من حكمة ونضج سياسي. كما أن أحد أبناء هذا الشعب يستحق الشكر بشكل خاص؛ وهو الرئيس محمد ولد عبد العزيز. السيد الرئيس لقد كان بإمكانكم، دون شك، السير في الطريق الصعب لتعديل الدستور اعتمادا على ما تحظون به من دعم شعبي، لكنكم لم تفعلوا وتجاهلتم كل المطالبات والضغوط وقلتم: لا، رغم كل الصعاب. وهو ما يذكر بما واجهه الآباء المؤسسون لجمهوريتنا. السيد الرئيس عزيز، كما يلقبكم شعبكم تحببا، لقد سنحت لي الفرصة بأن أتعرف عليكم كأحد مساعديكم الأقربين لسنوات عديدة، وأستطيع أن أشهد، وأنا محلف، بأنكم كنتم دائما ثابتين على هذا الموقف. لقد كنتم دائما تقولون، وأستشهد بكلامكم: "ما يهم ليس شخصي، فأنا لست خالدا وسأغادر السلطة يوما ما بطريقة أو بأخرى، وما يهم هو موريتانيا التي أردناها سنة 2005 ودافعنا عنها بأرواحنا: موريتانيا مستقلة ذات سيادة ديمقراطية وتعتمد على نفسها في أمنها وتنميتها؛ فهي المشروع الذي أحمل، وهي التي ستبقى بغض النظر عمن يحكمها". ولقد لزمتم كلمتكم ووفيتم بعهدكم. وبهذا التصرف رسختم التناوب الديمقراطي في بلدنا. وأنا واثق من أن من سيخلفونكم لن يفكروا في التراجع عن هذا المكسب العظيم لديمقراطيتنا. وهكذا يكتب تاريخ الشعوب، وسيحفظ لكم التاريخ – السيد الرئيس– أنكم كتبتم فصلا رائعا في تاريخ الديمقراطية الموريتانية، كما لن تنسى الأمة الموريتانية لكم هذا الفضل. ولأجل كل هذا، ولأجل كل ما فعلتم لبلادنا في السنوات العشر الأخيرة: شكرا السيد الرئيس". فكيف يكون من حبرت هذه الشهادة في حقه مفسدا؟!
3. الأستاذ عبد الباري عطوان: "شاهدت للتو ظاهرة حضارية ديمقراطية غير مسبوقة في موريتانيا.. رئيس منتخب سلم السلطة بطريقة دستورية لآخر منتخب، ويتعانقان بحرارة وهما في قمة اللياقة والحكمة، ودون طعن خناجر مسمومة في الظهر.. شكرا لموريتانيا وشعبها العظيم.. لم أسيطر على دموع الفرح وأنا أعانقهما إعجابا بهذه المفخرة".
4. الدكتور سامي كليب: "لم يكن المشهد الذي قدمته موريتانيا للعالم أمس مألوفا في الوطن العربي، رئيسان جالسان على المنصة نفسها، أولهما محمد ولد عبد العزيز المنتهية ولايته بعد عشر سنوات ضبط فيها الأمن، وقاتل الإرهاب، وطرد السفير الإسرائيلي، وأحدث بداية نهضة اقتصادية واجتماعية جيدة، وحافظ على استقلالية لافتة. والثاني الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني الذي بادر شعبه في خطاب التنصيب قائلا إنه سيكون رئيسا لكل الموريتانيين...".
عجبـا للنجوم فيها ضياء ** وصفـاء وللمدى دوران
عجبــا للنفـوس لا تتأذى ** من حياة حكيمها الثعبان
كلما سطرت معالم خيـر ** حطمتها الأقزام والغيلان.
صدق شاعر موريتانيا الكبير أحمدو ولد عبد القادر:
كلما سطرت معالم خير ** حطمتها الأقزام والغيلان!
ذلكم هو "فساد العشرية" المزعوم! وذلكم هو الرئيس محمد ولد عبد العزيز الحقيقي، مجد وفخر موريتانيا الحديثة! والرجل الذي أنقذ موريتانيا، وحرر موريتانيا، وبنى موريتانيا، وأصلح موريتانيا، ووضع موريتانيا على طريق الحرية والديموقراطية والعزة والبناء، وبوأها مكانة عالية بين الأمم، فأصبح رمزا ونموذجا ومثالا وقدوة في موريتانيا وفي العالمين العربي والإفريقي!
أما الصورة النمطية الملفقة التي اختلقها وروجها كذبا وزورا وبهتانا من جاؤوا بإفك "فساد العشرية" ومطعموهم هم وإعلامهم الأسود وذبابهم الإلكتروني الوقح، بغية النيل من مكانة هذا الزعيم الفذ، ومن شخصيته العبقرية المتميزة، وطمعا في محو بَصْمَتِه الخالدة في جبين موريتانيا، حتى ينزاح بعبع حضوره الدائم وتألقه واحتمال عودته إلى السلطة الذي يقض مضاجعهم، فتلك صورة أصلية لأرواحهم هم الصدئة، وقلوبهم المريضة؛ ولا علاقة لها البتة بالرئيس محمد ولد عبد العزيز!
﴿يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون﴾ (التوبة 32)!
فهو – والله- كما قال نزار قباني في سلفه وقدوته الكريم الرئيس جمال عبد الناصر:
دخلت على تاريخنا ذات ليلة ** فرائحة التاريخ مســك وعنبــر
وكنت فكانت في الحقول سنابل ** وكانت عصافير وكان صنوبر
لمست أمانينا فكانت جداولا ** وأمطرتنا حبا وما زلت تمطر
أنُسأل عن أعمارنا، أنت عمرنا ** وأنت لنا المهديُّ.. أنت المحرر
وأنت أبو الثورات أنت وقودها ** وأنت انبعاث الأرض أنت التغير
ملأنا لك الأقداح يا من بحبه ** سكرنا، كما الصوفي بالله يسكــــر.
... ولم يتوقف المفسدون أبدا عن محاربة الرئيس محمد ولد عبد العزيز والتشكيك في إصلاحاته وإنجازاته، والعمل على تخريبها ليلا ونهارا، سرا وعلانية، طيلة عشرية حكمه الذهبية. ويمكننا أن نأخذ على التشكيك مثالين بليغين هما:
- ادعاؤهم أن موريتانيا لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. وإنما اتفقت معها على إنزال العلم عن ساريته وجرف السفارة، وأن تبقى البعثة الإسرائيلية تمارس عملها في دار مؤجرة في تفرغ زينه ها هي مختبئة فيها!
- قولهم إن اكتشاف الذهب في موريتانيا مجرد خديعة قامت بها مخابرات ولد عبد العزيز لتخفيف الضغط الشعبي على نظامه؛ فقد ملؤوا حوامة من الذهب وأفرغوها في أماكن متعددة من البلاد، وأطلعوا بعض الساكنة عليها، فهرع الناس إلى تلك الأماكن التي سرعانما نفد ما رمي فيها وعاد الناس حفاة عراة!
يتبع