في رثاء الشيخ حمدا ابن التاه تغمده الله بواسع رحمته
محمدُّ سالم ابن جدُّ
أيُّ رزء دها كريم الخصال ** في رحيل الهمام فذ الرجال
مَن نُعزي بِفَقْده؟ ما نعزي؟ ** كل فرد أصيب.. كلُّ مجال
رزؤه عم عاقلا وغبيا ** وهداة الورى وأهل الضلال
شدَّ أزر الهداة في كل رشد ** وانبرى للضلال دون كلال
قد عرفناه مفتيا لا يبارى ** مقصديا إن طاش جل النبال
وابنَ رشد وقاسمٍ وإياسا ** والمعري ومالكا والغزالي
وعرفناه لوذعيا خطيبا ** لا كأهل الإسهاب والإملال
وعرفناه شاعرا ذا اقتدار ** في مَراد النهى وروض الخيال
وحباه الإله خُلْقا عظيما ** وحباه القبول في كل بال
وحباه مكانة ووقارا ** عز منه النظير مر الليالي
جاء حمدا وظل حُبا وعزا ** قاليا للخنا ألوف المعالي
ورث المجد عن أكابر صدق ** عاصبا بعد عاصب بالتوالي
وأضاف المزيد دأبا إليه ** من كريم النثى وغر الخلال
كيف يقوي المدروم من بعد هذا؟ ** رحل الشيخ قبل هذا السؤال!
فسقى الله قبره رحمات ** مسبلات الرضا دواني العزالي
وحمى البيت كاشحا وحسودا ** في وئام وبهجة وجلال
وجزيلَ الثواب مَنًّا حبانا ** وبطه العزاء في كل حال
صلوات الإله جل عليه ** مع صحب مكرمين وآل
والسؤال الكبير رغم التأسي: ** أيُّ رزء دها كريم الخصال.