ولد عيدّلها يروي أحداث حركة 16 مارس (ح3 / 4)
عبرنا النهر إلى بلادنا فوجدنا بانتظارنا ثلاث سيارات لاندروفر من النوع الذي يستخدمه الجيش بموريتانيا وقد صبغت بألوان التمويه المستخدمة لدى الجيش كذلك، وعلى متونها ثلاثة أشخاص في زي مدني ولكن يبدو أنهم ضباط جاؤوا من الداخل لأنهم قدموا التحية العسكرية إلى قيادتنا وسلمونا السيارات وانصرفوا مصطحبين الثياب المدنية التي كنا نرتديها بينما ارتدينا نحن الزي العسكري، وكانت قد قدمت إلينا مع أسلحتنا ثياب مطابقة لما يرتديه الجيش الموريتاني، وبما أن قائدينا معروفان فقد تقنع كل منهما بلثام، بينما ظلت البقية سافرة الوجوه وتعتمر قبعات فقط. ولم يضع الضباط منا ما يشير إلى رتبهم العسكرية، وهو عرف متبع في مثل هذه الحال.. وانطلقنا بكامل أهبتنا العسكرية.
بعد مرور ستة أشهر، فإن ذلك الصرح الذي سمح للقوات الإسرائيلية بقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني وإصابة 75 ألفاً آخرين، وتهجير أكثر من 2.3 مليون نسمة ثم تجويعهم، وهدم شمال غزة، وتدمير الخدمات الصحية، والإشارة إلى أنها ستفعل الشيء نفسه في رفح خلال الأشهر الستة المقبلة، آخذٌ في الانهيار.
الزعماء السياسيون الذين صوَّروا هذه المذبحة على أنها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، والصحفيون الذين روَّجوا لقصص رعب خيالية عن الأطفال مقطوعي الرؤوس والاغتصاب الجماعي في 7 أكتوب/ تشرين الأول، والمحرِّرين الذين يتجاهلون يوماً بعد يوم قصصاً عن قوافل المساعدات التي تستهدفها القوات الإسرائيلية، يندفعون الآن بحثاً عن غطاءٍ آخر.
ولد عيدّلها يروي أحداث حركة 16 مارس (ح2 / 4)
بين الجريمة والبطولة
إبراهيم فال: كما قلت لكم قائدا الانقلاب لا يرغبان في أن تسيل قطرة دم موريتانية؛ ويفضلان أن يكون الانقلاب بواسطة الموريتانيين الأصيلين؛ لا غيرهم.
وهناك مسلمة؛ وهي أنه لم يحدث انقلاب إلا وخلفه دولة أجنبية؛ بعد 1978 حدث حوالي عشرين محاولة انقلابية؛ كلها مرتبطة بالخارج؛ وكما تعلم عندما ينجح الانقلاب يكون منفذوه أبطالا ويسمى حركة تصحيحية، وعندما يفشل يكون القائمون به عملاء وخونة!
الانقلاب على ولد هيداله لم يكن لينطلق من موريتانيا لأن الجميع يتوجس؛ الأب يراقب ابنه والابن يتجسس على والده.. هناك قصة أرويها لك؛ وهي أن شخصا اختطف من السنغال ولم يفق إلا وهو في الهندسة العسكرية، وعذب عذابا نكرا؛ من اعتقله يعرف نفسه.