كتب الرئيس السينغالي الأسبق عبدو چوف ( Abdou Diouf) في مذكراته:
"عندما تمت إقالتي من منصب والي محافظة سين سالوم، وجدتني - لأول مرة- أمام حقيقة اللؤم عند البشر.. حينها اكتشفت أنه ما دام المرء يمثل السلطة، يتفانى الناس في إظهار الولاء له ويتزاحمون عند قدميه، وما إن يصبح خارج دائرة الشأن العام (أو يحسبونه كذلك) إذا ببعضهم يحرصون على الناي بأنفسهم عنه ويديرون له ظهورهم.. ذلك ما فعله أحد كبار المشايخ والقادة الدينيين في سين سالوم، الذي طلب مني وأنا ما أزال واليا، منحه ترخيصا لإقامة تعاونية في إحدى قرى الولاية، لكنني أبلغت بقرار إقالتي قبل توقيع تلك الوثيقة فارتأيت أن أصدرها له قبل تسليم المهمات لخلفي بشكل رسمي، وهو ما فعلته دون تأخير..
03/27/2024 - 01:46
(إطارها التاريخي، نشأتها ومكوناتها، أحداثها البطولية الأليمة.. وحكايات أخرى)
3. في ذكرى حركة 16 مارس الوطنية المجيدة
... الآن وقد عبَرت بلادنا إلى بر الأمان، بفضل الله سبحانه وتعالى وشجاعة وسمو همم قادتها وأبنائها وحكمة شعبها، وحققت الاستقلال عن هيمنة الدول الكبرى والجوار، وأعادت بناء ورص الوحدة الوطنية، وحاربت الفساد وانتصرت على الكثير من عوامله وسلكت طريق النهضة والبناء، وسارت شوطا لا بأس به في ميدان إسعاد شعبها والعناية به... وها هي ذي تخطو خطوات واسعة - ومضمونة بإذن الله- على طريق التداول السلمي للسلطة وبناء وترسيخ دولة المؤسسات والقانون، فإن من المزري حقا أن نظل نتعامى ونهمل - وقد نهضنا من كبوتنا الأليمة القاسية- أبطالا رفضوا الهوان وضحوا بأرواحهم من أجل إنهاء الانهيار والذل والهوان فأشعلوا الضوء الأحمر ووضعوا معالم طريق الكرامة تلك المعالم التي لولاها لما كان 12 /12/ 1984 ولكنا ما نزال سبايا في أيد لا ترحم ولا تعلم ولا تفهم!
03/24/2024 - 09:08
(إطارها التاريخي، نشأتها ومكوناتها، أحداثها البطولية الأليمة.. وحكايات أخرى)
2. حركة 16 مارس الرد الحاسم والمدوي على انقلاب 31 مايو واختطاف موريتانيا
لم يكن العقيد محمد ولد اب ولد عبد القادر قائد حركة 16 مارس واهما حين أدرك بحسه الثاقب وقراءته المتبصرة للأحداث غداة سقوط أو إسقاط طائرة الرئيس أحمد ولد بوسيف أن الفئة الموالية لبوليزاريو في اللجنة العسكرية وحلفاءها قد يكونون ضالعين فيما جرى، وأنهم اغتنموا الفرصة للقفز على السلطة بصورة مريبة، والقيام بانقلاب معاد للوطن. وكان يعي مدى ما يمثله ذلك من خطر على استقلال وبقاء موريتانيا، كما يعي أيضا ضرورة مواجهته بسرعة وحزم. لذا بادر بتقديم استقالته من الحكومة ومن اللجنة العسكرية "تفاديا للاشتراك في نظام بات يسعى بشكل واضح إلى تدمير موريتانيا" حسب ما جاء في رسالة استقالته؛ ثم رفع راية المقاومة، وشرع في نسج خيوط التحالفات التي تخلق شروط المواجهة والنصر.
03/21/2024 - 09:01
(إطارها التاريخي، نشأتها ومكوناتها، أحداثها البطولية الأليمة.. وحكايات أخرى)
1. الإطار التاريخي لحركة 16 مارس
كانت موريتانيا عشية الذكرى الخامسة عشرة لاستقلالها في نوفمبر 1975 تجتاز بنجاح منعطفا فارقا في تاريخها الحديث حين أعطت استقلالها الوطني مضمونا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعمرانيا تبلورت خطوطه العريضة بجلاء إبان مهرجان الشباب العظيم في أغسطس سنة 1974، فقامت بمراجعة اتفاقيات التبعية المذلة لفرنسا، وخرجت من منطقة الفرنك وضربت عملتها الوطنية (الأوقية) وأممت صناعة استخراج المعادن والبنوكَ، ودعمت المواد الأساسية (سونمكس) والأدوية (فارماريم) ورعت الصناعة (مصنعي السكر وتكرير النفط) والزراعة (سهل امبوريي) ..الخ.
03/19/2024 - 00:31