ذكر بعض الإعلاميين أمس الاثنين "أنباء عن إحالة ملف الرئيس السابق ولد عبد العزيز إلى محكمة الفساد" وقال آخر: "يترقب أن تحيل الغرفة الجزائية بالمحكمة العليا ملف العشرية اليوم لمحكمة الفساد" وقيل: "يوم الأربعاء"!
وتعليقا على هذه الأنباء التي يصعب تصديقها، فإننا نتقدم بالملاحظات الجوهرية التالية:
1. أن ملف العشرية قد مات قانونيا وقضائيا، كما سبق أن أعلناه على رؤوس الأشهاد! وذلك لسببين اثنين هما:
12/07/2022 - 13:49
في خضم معركة الاستقلال الوطني التام
كم كان عقد الستينيات متميزا بما في الكلمة من معنى، وكذلك أبناؤها البررة الشجعان! فطبيعة جيل "الستينيات المجنونة" - كما يحلو لابنها الفذ وصديقنا المحامي اللبناني الأستاذ أحمد مخدر (رحمه الله) أن يصفها- وكذلك جيل السبعينيات، كانت مختلفة تماما عن طبائع أجيال اليوم! كان بإمكان أولئك تسنم أعلى المراتب والمناصب، وكانت أبواب الدنيا مشرعة أمامهم ليتبوؤوا قمم الوظائف والمناصب، ويصبحوا ذوي ياقات بيضاء وخضراء وصفراء. إن شاؤوا.. ولكن علو هممهم ونبل قيم الوطنية والإنسانية التي يتحلون بها أبيا ذلك! فتشبثوا بحزم وعزم بمصالح الشعب والوطن، واتخذوا النضال ضد الاستعمار والرجعية والعبودية سبيلا لتحقيقها! بينما يتسول أكثر شباب اليوم أتفه المناصب والمكاسب خائنين وخالعين الحق وخانعين لغير الله!
11/30/2022 - 18:05
محمدُّ سالم ابن جدُّ
"الكُنى"
كثيرا ما وجد الأشقاء العرب صعوبة في فهم الأسماء الغريبة التي تكثر لدى الموريتانيين، وكثيرا ما سألوا أحد حامليها عن معنى اسمه فلم يحظوا منه بطائل. (أحد شعرائهم زعم – على الهواء- أن معنى اسمه الشاعر المُجِيد!) وأعني هنا الألقاب وما اصطلح على تسميته الكنى دون أن يكون كذلك (الكنية الحقيقية تبدأ بلفظ الأب أو الأم).
يمكن إيضاح تلك الأسماء بما يلي: يولد مولود فيسمى المختار (على سبيل المثال) ثم يحرف ابنه أو أخوه الصغير - أو مَن في معناهما- نطق اسمه في محاولاته الأولى للكلام، فيجعله "التاه" أو "الداه" فإذا أراد الأصاغر التأدب معه وضعوا أنفسهم موضع ابنه أو من في معناه فخاطبوه خطابه، وبذا يختفي الاسم تدريجيا وتتفرد "الكنية" كلما تقدم عمره.
11/27/2022 - 17:54
محمدُّ سالم ابن جدُّ
الثوب الأسود
مما يثير عجب الغير أن الموريتانيين يرتدون السواد في الظروف الاجتماعية التي يفترض أنها للسرور، وكأن الأمر من اختراعهم دون سلف.
إنها – يا سادتي- عادة متوارثة منذ قرون.. ففي الأندلس كان السواد زي السرور باعتبار البياض لون الحزن (الكفن) وفي ذلك يقول الحصري القيرواني (ت 488هـ/ 1095م):
ألا يا أهل أندلس فطنتم ** لأمر من ذكائكمُ عجيب
لبستم في مآتمكم بياضا ** وجئتم منه في زي غريب
صدقتم فالبياض لباس حزن ** ولا حزنٌ أشدُّ من المشيب!
11/18/2022 - 10:38