
نعيد نشر هذه المادة في ذكرى أحداث 1966 المؤسفة
وعلى الرغم من أن حسم موضوع التعريب والضمانات للأقلية تم ترحيله من مؤتمر حزب الشعب المنعقد في شهر مارس 1963 في نواكشوط إلى مؤتمره اللاحق في العيون، فإن تداعياته ظلت قائمة بإلحاح في الحياة السياسية والثقافية التي بدأت تشكل شبه رأي عام في نواكشوط ومحيط إشعاعها الضيق، حيث لعبت نقابة المعلمين العرب وجريدتها "الواقع" دورا مهما في رعاية الصراع والإلحاح في ضرورة ترسيم اللغة العربية. وجاءت "موريتانيا الفتاة" التي أصدرناها الأستاذ الشاعر أحمد ولد عبد القادر وأنا في مدينة أطار سنة 1964 وشارك في تحرير بعض أعدادها الأخيرة؛ وخاصة عددها الأبيض الصادر بعد حبسنا في أحداث 1966 المرحوم سيدي محمد ولد سميدع، لتتسلم الشعلة لمّا خبا نشاط نقابة المعلمين العرب إثر تغيير مكتبها وانتخاب نقيب "معتدل" بدعم من السلطة مكان النقيب عبدُ ولد أحمد الذي دعا في مؤتمر النقابة إلى ترسيم اللغة العربية، واختتم تقريره المذهبي هاتفا: نحن عرب، نحن عرب، نحن عرب..

نعيد نشر هذه المادة في ذكرى أحداث 1966 المؤسفة
كانت الأهواء والتجاذبات تجتاح الإقليم الموريتاني في فترة ما قبل نشوء الدولة وأثناء نشوئها، كما أسلفنا. بيد أنها احتدت واحتدمت بشدة أثناء مؤتمر الوحدة الوطنية الذي انصهرت فيه جميع الأحزاب في حزب واحد هو حزب الشعب الموريتاني سنة 1961، حيث أخذت شكلا داخليا ثقافيا عرقيا تمثل في إلحاح "البيظان" على ترسيم اللغة العربية، لغتهم، ولغة الدين الإسلامي (دين جميع الموريتانيين) ومطالبة مثقفي "لكور" في مقابل ذلك بضمانات دستورية تحميهم من الذوبان. وقد قرر المؤتمر، حرصا منه على عدم تعكير جو الوحدة السياسية المسترجعة، تأجيل حسم المسألة إلى المؤتمر العادي الأول للحزب المقرر عقده في شهر مايو سنة 1962 وذلك إلى جانب مسألة أخرى لا تقل سخونة وأهمية، هي القضاء على السُّلَط التقليدية لصالح تمكين وتوطيد سلطة الدولة.

محمدُّ سالم ابن جدُّ
بيني وبين الشاي علاقة ودية يقارب تاريخها عمري، تخللها جفاء دام عامين لداع صحي ثم عاد الود والوئام.
نشأت على احتساء ما تسئره أمي – رحمها الله- لي من كأسها قصدا، ومع الوقت أصبحت ذا كأس مستقلة، وبعد وفاتها (وقد قاربت البلوغ) واصلت التعلم عامين كانت إقامتي فيهما مع أختيَّ (2) وخالي رحمهم الله، وعمتي حفظها الله، فلم يتغير شيء بهذا الخصوص، لكن لم أجرؤ على مواجهة أبي بشرب الشاي إلا أواخر سنة 1981 (وقد قاربت العشرين) فقد كان يرى آنذاك في شربه سوء أدب (يسقيه الآن لصغار أحفاده بنفسه!) وبمرور الأيام تشعبت بي دروبه وتعددت مذاهبه فقادني إلى ما لا يخلو من غرابة.
