1. في تعاطي النخبة مع الشأن الوطني العام
بادئ ذي بدء نرى من الضروري ونحن نعالج تعاطي النخبة مع الشأن العام في بلادنا، أن نضع تعريفا ميسرا لمفهوم النخبة، ثم نتناول بعد ذلك نماذج من تعاطيها مع الشأن الوطني العام.
لقد أجمع معظم علماء الاجتماع، انطلاقا من قاعدة التطور غير المتكافئ وتفاضل البشر في الرزق، على أن المجتمعات تنقسم إلى فئتين: فئة عليا سائدة هي النخبة؛ وفئة سفلى مسودة درجوا على تسميتها الدهماء أو العامة. وتنقسم النخبة بدورها إلى فريقين: نخبة حاكمة (تضم الحكومة والبرلمان والإدارة العليا والقادة العسكريين، وفي بعض الحالات الأسر ذاتت النفوذ السياسي، وقادة المؤسسات الاقتصادية القوية) ونخبة غير حاكمة (تضم قادة الأحزاب السياسية التي ليست في الحكم وممثلي مصالح أو طبقات اجتماعية جديدة كالنقابات، وفئات من رجال الأعمال، ورجال الفكر ممن هم فاعلون في الحقل السياسي والإعلامي والاجتماعي).