ليس هناك أسوأ من عدو صغير!
بيار: هذا عن العصر الذي انتهى، أنا أريدك أن تتحدث عن بيروت اليوم. دعيت سنة 2003 من طرف جمعية أشكال وألوان لإلقاء محاضرة، وألقيتها عن "موت بيروت" أثارت سجالا وصخبا وردودا في الصحف.
هلا حدثتنا عن هذا الظرف، وعن رؤيتك لبيروت اليوم، هل ماتت بيروت العصر الذهبي التي شاركت في صنعها؟
أدونيس: لا أظن، أظن أن هناك سجالا على واقع بيروت وحقيقتها تنسجه السياسة ورجال السياسة، لكن الطاقات الخلاقة في بيروت – بالمعنى الفردي- لا تزال موجودة. بعضها وجد سبيلا إلى الهجرة، لكن أظن أن في بيروت طاقات خلاقة لا يمكن أن تغلب ولا تستنفد. إنما - كما نعرف جميعا- المؤسسات، والانتماءات السياسية والحزبية، والصراعات الاقتصادية، والذي يقوم على هذا كله، يهمش هذه الطاقات، ويركز الفاعلية في الإطار السياسي البحت. لكن آمل أن يجد السياسيون ذات يوم أنهم لا يستطيعون الوصول إلى ما يحلمون به إذا لم تكن هذه الطاقة الخلاقة جزءا من عملهم الحي.