بمناسبة رحيل الأديب الكبير أحمدّو سالم ولد الداهي
من مآسي زمننا العجيب أنك لا تجد سبيلا للرجوع إلى أصلك وفصلك وينبوع حياتك الزاخر وبيئتك الساحرة التي رسبت في تخومها مشيمتك، فتنسى - ولو إلى حين - كرب نَصَب ونصْب المدينة، إلا إذا كنت مجبرا على تقديم عزاء آن، أو متحيزا لعيادة مريض أو صلة رحم خلفه الجهد في تلك الربوع الحبيبة المهدورة.
شعرت بهذا الغبن الساحق وأنا أختلس سويعات ضاع جلها أدراج الطريق ذهابا وإيابا، وأنفقت القليل المتبقي في زيارة أحد أعرق وأعمق معالم إگيدي لأعزي في علمين من أعلامه سلكا درب الخلود مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين... في أمد متقارب، هما المختار ولد أحمد سالم وأحمدّو سالم ولد الداهي رحمهما الله.