"هويتنا هي التحدي الجوهري" (الرئيس المختار ولد داداه)
كيهيدي الثالثة!
... واندلعت حرب الصحراء فأتت على الأخضر واليابس، وجاء انقلاب العاشر من يوليو بقيادة تحالف أقصى اليمين وأقصى اليسار المتعطشين إلى السلطة والمال متحالفين مع العدو الصحراوي وبعض دول الجوار التي تؤويه، ومستفيدين من تواطؤ وصمت بعض الدول الكبرى.
حاول المنقلبون التماس شرعية فعلهم من ضرورة إخراج موريتانيا من حرب خاسرة قد أنهكتها؛ ولكن الحصيلة النهائية للانقلاب كانت وبالا على موريتانيا. ذلك أن أضراره ومفاسده تجاوزت بكثير جميع أضرار ومفاسد الحرب، ولم تنه الحرب. ولقد حان وقت المكاشفة والحديث بصراحة عن حصيلة تلك المغامرة؛ إذ أصبح الحدث جزءا من التاريخ (مرت عليه أربعون سنة) وانتقل معظم صانعيه إلى جوار ربهم دون أن تعرف أجيالنا ما له وما عليه، وتستخلص منه الدروس والعبر حتى لا نركع مرة أخرى!