بقلم محمد سالم المجلسي
يومَ أُغلِقت المعاهد الدَّعْوية في عهد ولد الطَّايع خرجَ بعضُ المصلِّين عصرا من مسجد بدَّاه كأنَّهم على وَعد، ووقفوا في الرَّحبة يتعاطَون أخبارَ القضية المفاجئة، ويستنكرون الإقدام عليها بقلوبٍ معجونة بالغضب.
خرج عليهم شَيخٌ مألوف في ثَوبه العتيق ولثامه المكوَّر، غيرَ مُنتَعل، وقلَّب الطّرفَ فيهم، مُرسِلا نَظرةَ استِفهام بَريئة، فتقدَّم إليه أحدُ الفُضلاء على قَدَم التَّوقير، وحيَّاه، ووضع يَدَه على عاتِقه مُلاطِفا، وناوله الأخرَى يتوكَّأ عليها حتَّى وقف بينهم.. فسألهم الشَّيخُ ما الخبر؟ فأجابوه: "لقد أَغلقَت الحكومة النَّوادي الدَّعْوية ومعاهد الوعظ والتَّدريس..".