في تأبين وذكر بعض صناديد فرسان بني حسان (ح3)
3. هاهي"الصنگه" بعد فرقة دهر
مكثنا ليالي في تجكجة، ومنها أُخِذنا إلى المذرذرة (وتدعى أيضا "الصّنگه") عبر نواكشوط وروصو، حيث تم تحديد إقامتنا من جديد في ضيافة حاكم المقاطعة الشيخ سيد أعمر ولد سيدنا.. وفي "رعاية" حارس أهلي ظريف هو محمد ولد الهلال رحمه الله.
ورغم أني رأيت نور الحياة بـ"الگسم" على بعد أميال جنوب شرق المذرذرة، فإني لم تكن لي معرفة تذكر بتلك المدينة التي دخلتها فجأة للتمدرس وأنا صبي، وتركتها عندما هربتني والدتي وأخوالي من مدرستها التي لم أكمل فيها الفصل الأول من السنة الابتدائية الأولى، وادّعوا وفاتي بسبب الملاريا التي أصابتني، واقتصرت علاقتي بها بعد ذلك على العبور قاصدا السنغال أو قادما منه. ثم لما توظفت كتب علي الجلاء عنها وعن الأهل. وها أنا أعود إليها الآن مغلوبا.