أو
عندما ينسحب الرواد في هدوء
في تأبين المناضل يحي ولد عمر رحمه الله (نعيد نشره في ذكراه السنوية الأولى)
"يحي بن عمر" آخر، و"عروة" موريتاني ثان، ورائد من رواد النهضة الوطنية ترجل عن جواده اليوم، وانسحب بهدوء، دون أن ينبس بكلمة وداع، أحرى أن يجادل أو يعاتب أو يكون خصيما يرى لنفسه وذويه حقا في عالم شارك في صنعه، وكان له ولجيله من الوطنيين الشرفاء الفضل في صنعه من عدم؛ وها هو يخرج منه صفر اليدين.
في بداية سفر التكوين الموريتاني، انتمى ذلك الفتى اليافع الأسمر الفارع البهي، القادم من "عالم الصحراء والأفق الحزين" في "آفطوط" نحو مدارس العاصمة، إلى شلة من ثلاثة هم: يحي ـ مَمّد ـ بَنْ؛ فكانوا يدرسون معا، ويسكنون معا، ويخرجون معا، ويفرحون ويمرحون ويحزنون معا.