زياد حافظ
الأمين العام للمؤتمر القومي العربي
تحتفل الأمّة العربية هذه الأيام بنصرين متلازمين: النصر الأول في مدينة القدس؛ حيث أوقع الشعب الفلسطيني هزيمة سياسية مدوية لحكومة الكيان وأجبرها على التراجع عن الإجراءات غير القانونية، وغير الأخلاقية، بحق المقدسيين ومجموع الفلسطينيين والمصلّين في جامع الأقصى. أما النصر الثاني فهو دحر فلول جبهة النصرة في جرود عرسال بسبب جهود المقاومة الإسلامية والجيش اللبناني.
النصران يندرجان في سياق تحوّلات إقليمية ودولية ظهرت في التطوّرات الميدانية في كل من سورية والعراق، وفي إخفاقات حكومة الرياض في اليمن والتصدّع داخل مجلس التعاون الخليجي، وفي تراجع قدرات الولايات المتحدة في رسم وتنفيذ سياسات تضمن هيمنتها في الإقليم وفي العالم وصعود محور مناهض لها. كما أن الانتصارين يعكسان زيادة الوعي الشعبي العربي بيقين التحوّلات وقدراته على التفاعل معها لمصلحة الحق العربي.