هناك خلل يجب تداركه!

   في فترة معينة من موسم كورونا ظننا أن الحرب عليه قد وضعت أوزارها، وبدأنا نحاول استشراف ما بعد الجائحة. ذلك أننا قمنا بما يجب في حينه فـ:

* طبقنا الحجر الصحي وحظر التجول، وأغلقنا البلاد، وعزلنا الولايات بعضها عن بعض.

* تزودنا، وزُوِّدْنا بما يلزمنا من الأجهزة والأدوية.

* هيأنا مستشفياتنا القائمة، وأقمنا مستشفيات ميدانية.

* جرّدنا وعبأنا كتائب وطواقم طبية مسومة.

أحمد ولد عبد الله ولد المصطفى    

كانت عملية لمغيطي فجر السبت الرابع من يونيو 2005، عملية صادمة ومؤلمة وقاسية..

تحقق للأعداء فيها عامل المفاجأة والمباغتة والغدر، فلم يكن الواقع الميداني في منطقة الحامية يوحي بوجود خطر، ولا بإمكانية وقوع اعتداء مشابه؛ إذ كان الأمن مستتبا..

ومع عامل الغدر، لم تمر العملية دون مفاجآت شكلت صدمة للمعتدين، منها:

الأستاذ محمدٌ ولد إشدو        

تكوم مشلولا حول جهاز "ترانزستور" يتابع منه، من أمام بيته المتواضع، الذي كان قبلة القوميين، في بلاده النائية، النائمة على شاطئ المحيط الأطلسي، خطاب قائد راهن عليه وعلى بلده الكبير في تحقيق حلم العرب في النصر، والوحدة، وتحرير فلسطين! وفي لحظة من لحظات الفاجعة، كان لعبارة " قررت أن أتنحى" التي أعلنها الرئيس وقع الصاعقة في نفسه كما في نفوس عشرات ملايين العرب. شعر أن كبده قد تفطرت، وأن قلبه قد اجتث من صدره.. 

أحمد ولد عبد الله ولد المصطفى      

من الأدبيات المرتبطة بالعيد في حياة الموريتانيين: "لِمْجِ فِي الْعِيدْ" حيث توجب القواعد الاجتماعية الصارمة الحضور في المكان الذي على الرجل أن يحضر فيه، ويستوي أمام تلك القواعد الشباب والكهول، ويسمونه "التّعْيَاد"..

يكفي دلالة على مدى ضرورة لِمْجِ فِي الْعِيدْ، وخطورة التخلف عنه، ملاحظة مستوى التَّأوه والتحسر في قول صاحب الْگَاف الشهير:

يَلَّالَكْ يَحَدْ فَطْــــرَكْ ** رَاهُ شَرْگْ أفْمَالْ

وافْبُوتِلِمِيتْ حَصْرَكْ ** تَتْــــگَارْ أرَحَّالْ.