غسان: لم يتوقف هذا الرجل منذ نعومة أظفاره عن الكتابة للصحافة. قبل أن يعرفه الناس أديبا ومؤلفا عرف صحفيا؛ لا بل أسس صحفا. يمكن أن نتكلم عن دوره الصحفي، عن أسلوبه الصحفي..
أسعد: الإشارة التي مرت بنا أنه بعد تخرجه من مدرسة الحكمة عمل محررا في صحيفة "النصير" ومن ثم في صحيفة "الروضة" وكان صدور الصحف في ذلك الوقت إما يوميا وإما أسبوعيا. وكانت الصحافة – وهذا ما ينبغي أن نعترف به- في لبنان والعالم العربي، صحافة أدبية. لم تكن صحافة "صحفية" إخبارية أو تحليلية إخبارية بقدر ما كانت أدبية. فـ"الجوائب" يديرها أديب، "الجنة والجنينة" يديرها أديب ويصدرها أديب، "الروضة" و"النصير" يصدرهما أديب. فكان الطابع الأدبي هو الغالب؛ الأمر الذي يمكن أن نسمي فيه ما أنتجه مارون عبود في هذا الحقل بالحرص على أن تكون الصحافة مؤدية دورها في خلق ما يسميه الرأي العام، ومن ثم التوجه بهذا الرأي العام لا أقول لتهديد السلطة، وإنما للتأثير في السلطة إذا آنس منها تباطؤا أو انحرافا عن الجادة.