تأبين خاص بمناسبة مرور أربعينية أمير الفن الراحل سيداتي ولد آبه رحمه الله
قرأت بعض ما كتب وقيل، في تأبين أمير الفن المعاصر، الفنان العظيم سيداتي ولد آبه، الذي وافاه الأجل المحتوم في غيابي، فوجدت من واجبي أن أؤبنه تأبينا يليق به، وأن أتقدم من خلال تأبينه بالملاحظات التالية؛ وفاء لقدره ومكانته الفنية والأدبية والاجتماعية، وإحقاقا للحق، وأمانة مع التاريخ.
أولا: سيداتي ليس "أبا الموسيقى الموريتانية" كما ادعى بعض "المؤبنين" وإنما هو مجددها؛ فالموسيقى الموريتانية أقدم بكثير من فترة نبوغ سيداتي رحمه الله، ولها آباء كثر نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: اعلي انبيط ولد حيبلل، وأبناء مانو (البو والخو ومحمد بَبَّ) وسيد أحمد ولد آوليل، وسدوم ولد انجرتو (الجد الأعلى لسيداتي) وغرظه، رحمهم الله جميعا وجازاهم عنا أحسن جزاء. ولا بأس هنا في الاستدلال بأسطورة نشأة "أزوان" في الحوض، وبلوغه سن الرشد في تگانت، واكتمال رجولته في القبلة؛ فهؤلاء الذين ذكروا فوق من مختلف أنحاء الوطن، هم آباء الموسيقى الموريتانية - دون منازع- عبر نشأتها وارتقائها، أيا كان مدى صحة تلك الأسطورة.