إلى صديقي الشاعر الكبير سدوم ولد أيده، تلبية لدعوته التي غبت عنها بسبب وجودي خارج الوطن
واتقوا ألسنة الشعراء (أ)
ترى أي عفريت مارد هذا الذي نزغ بعضهم فكفّر وأهان ذؤابة مجتمعنا النبيلة المحترمة الوجيهة المصونة التي "يضاع لها العيال ولا تضاع"؟!
ولكن رب ضارة نافعة؛ فقد أتاح هذا الزيغ والتحدي الاجتماعي الصارخ فرصة ثمينة لجلْي اللبس، وإظهار المكانة الاجتماعية السامية التي تتمتع بها هذه الفئة الاجتماعية الكريمة، وما لها من مآثر وفضل عميم على المجتمع الموريتاني؛ فالموريتانيون – بخلاف غيرهم من البشر- لا يسمون المطرب مطربا ولا فنانا؛ بل يسمونه "شاعرا" لأن مجاله في مجتمعهم يتجاوز الفن والطرب ليشمل الأدب والشعر في أرقى مراتبهما؛ وخاصة الشعر الملحمي (اتهيدين) والتاريخ، وسدانة الأخلاق والمُثُل.