هروب من سجن شديد الحراسة
بقلم بدن عابدين (رحمه الله)
في سنة 1973 تمكنت أجهزة الحكومة مناصطياد صيد ظلت تبحث عنه في كل مكان. حالفها الحظ هذه المرة في إلقاء القبض عليه في "الكبة" فاقتادته إلى سجنٍ تحت رقابة مشددة كان يحتضن بعض الرفاق الآخرين. وفى لحظة انشغل فيها الجلادون يتكالبونعلى الرفيق فاضل الداه يضربونه (شُلَّت أيديهم) ويتفننون في تعذيبه ويبدي لهم مقاومة شرسة، انتهز الرفيق محمدٌ إشدو الفرصة فوثب بعيداً وأسرع الخطى الى مخبأ تحت الأرض غير بعيد من زنزانته، فتم التعامل معه وإخفاؤه بسرعة، وأخذت أسرة الحراسة مكانها، مكتملة بالأم والأب والأولاد والأواني! ولما دخلت عليهم فرق التفتيش التي طوقت المكان وقلبت كل شيء رأساً على عقب وجدوهم يذكرون الله جهراً ويبتهلون إليه ابتهالاً، فقال رئيس الفرق لجنوده: دعوهم وشأنهم ليسوا كادحين إطلاقاً، فَلَو كانوا منهم لما ذكروا الله كثيراً! فانصرف القوم خائبين وسلم المحروس.
ولنعط الكلام للرفيق محمدٌ إشدّو ليصف بقلمه وأسلوبه ما حصل تلك الليلة وما بعدها: