سامي كليب
تدفنون قضايانا في الرمال كالنعامة. تخترعون من لغة الضاد فصاحةً لتبريرِ السلامة. لا بأس إن أصبح طفلُ الأرضِ مُخرِّباً، ومَن يسرقُ أرضَه للسلام حمامة. العروبة صارت تهمةً من زمنِ كانَ، غدت فعلَ ماضٍ ناقصاً عند من خانَ الأمانة. واللغةُ صارت ثقيلةً نخجلُ بها نُطقا، ونتسوَّلُ لغاتٍ أخرى نعالجُ بها هناتِنا رَتقا، فتنوء جريحةً منسيةً وفي القلب حُرقة.
أشطرُكم يبتسمُ لأصغر سفير أجنبي جاء يناور، وينساق ضد شقيقِ أُمتّه في لهيبِ المَحاور. هذا ينبري فوق أشلائنا يُقسم بالله إنه صادق، وهذا في علمِ المروءة وشرف الأوطان منافق. وذاك يطأطئ الرأس أمام حليف أجنبي لأرضِه سارق. تتفاخرون شرفا على بعضِكم البعضَ وتستلون البنادق، فتكثر بين الشقيق والشقيق الخنادق.